الكتاب المقدس أعظم وثيقة جمالية
الباب الثاني
الفنون الجمالية المرئية والملموسة (النصوص المقدسة)
فنون الموسيقي
سبحوه بدف ورقص.. سبحوه بأوتار ومزمار
الموسيقي والكتاب المقدس
ثانيا: الآلات الموسيقية في الكتاب المقدس
القسم الثاني: آلات التلحين
أولا: ذوات الأوتار:
(2) الجتية:
+ وهي صفة مؤنثة تذكر في عنوان ثلاثة مزامير (8, 81, 84) وهناك ثلاثة احتمالات للمقصود بها:
- قد تكون آلة موسيقية معينة كان يصنعها أو يستخدمها الفلسطينيون من أهل جت (يش11:22).
- ويظن أنها كانت إحدي النغمات التي كانت تستخدم في جت.
- أو قد تكون اشتقاقا من الكلمة العبرية التي تعني معصرة النبيذ وأن المقصود بها هو نشيد جمع العنب.
(4) الأرغن:
+ كانت هذه الآلة معروفة قديما, وهي الشكل الأول لآلة القانون, وهي تختلف عن آلة الأرغن الحديثة التي تشبه آلة الأورج, ونري ذكر هذه الآلة في سفر المزامير.
(5) السنطير أو السنطور:
+ هي آلة وترية قديمة أشبه بالقانون, وكان جسمها من خشب أو المعدن, وكانت أوتارها تصنع من أمعاء بعض الحيوانات, وكان عددها من عشرة إلي أربعين وترا.
اخترعها الصيدونيون, وانتشر استعمالها حتي وصل بابل (دانيال3:5-7), وكان الوثنيون يستخدمونها في العبادة.
(6) القيثارة:
+ القيثارة آلة موسيقية وترية كان يعزف عليها باليدين, وكانت تستخدم أساسا في العبادة منذ أقدم العصور, فهي قديمة العهد استعملها الساميون قبل المصريين, لأن الآثار المصرية تبين أن الضاربين بالقيثار كانوا من المهاجرين الساميين, كما تدل علي ذلك الاكتشافات الأثرية في كثير من بلاد الشرق القديم, وكانت تتكون من صندوق خشبي رنان, وذراع عمودية أو مائلة عليه, تمتد بينهما الأوتار التي كان يختلف عددها اختلافا كبيرا, فمن المعتاد أن يكون للقيثارة عشرة أوتار.
+ تسمي القيثارة harp وقد عرفت في القرن العاشر قبل الميلاد, وقد وجدت منقوشة علي جدران آثار بني حسن بالمنيا, والتي تعود للقرن 19 ق.م, وتمثل أحد الساميين اليهود وهو يحمل قيثارته.
+ هذه الآلة كان يتغني بها داود كثيرا, فيقول: هللوا للرب يا كل الأرض. سبحوا, وهللوا, رتلوا, رتلوا للرب بالقيثارة, بالقيثارة وصوت المزمار (مز97 بالأجبية), رنموا لله قوتنا. اهتفوا لإله يعقوب. ارفعوا نغمة وهاتوا دفا, عودا حلوا مع رباب (مز81:1, 2).
+ يؤكد كثير من الآباء مثل يوحنا ذهبي الفم علي استخدام الآلات في العبادة, وبعض مؤرخي البروتستانتية يقولون:
إن كنيستهم لا تستخدم آلات موسيقية كالعود والقيثارة في التسبيح لله حتي لا تبدو متهودة.
+ العشرة أوتار لأن رقم عشرة هو حرف اليوتا في اللغة اليونانية, وهو أول حرف من كلمة يسوع إيسوس باليونانية.
بعض المفسرين يقولون: كما أن الجسد له خمس حواس, فالنفس لها خمس قدرات, وبالتالي رقم عشرة يعني التسبيح من الإنسان بكليته.
ثانيا: آلات النفخ:
(1) المزمار:
+ هو آلة قديمة للغاية, فهو آلة من آلات النفخ تصنع من بوص أو خشب أو عظام أو عاج أو معدن تنتهي قصبتها ببوق صغير. وقد يكون من أنبوب واحد أو اثنين, وكان يستعمل بكثرة لسهولة صنعه وسهولة استخدامه والعزف به. وقد استخدم منذ أقدم العصور, فقيل عن يوبال بن لامك من نسل قايين إنه: كان أبا لكل ضارب بالعود والمزمار (تك4:21). وكان المزمار يستخدم كثيرا في التسبيح للرب (مز150:4), وكان يستخدم في العبادة (دا3:10), أو في الأفراح أو الأحزان (أيوب21:12, مت9:23), وتسمية سفر المزامير نفسه مأخوذ منها, وهي الموسيقي المصاحبة للرعي.
(2) الناي:
+ الناي آلة موسيقية علي شكل أنبوبة بها ثقوب جانبية بنظام خاص لتحديد طول العمود الهوائي المهتز, ينفخ فيها, وتحرك الأصابع علي الثقوب لإصدار النغمات الموسيقية المطلوبة.
+ هي آلة رقيقة عذبة الصوت, وكانت تستخدم في الجنازات, وذكرت في (إش5:12) وكانت تستخدم مع الرقص واللهو.
(3) البوق:
+ هي آلة موسيقية تستخدم لأداء التحية والاستقبال خاصة للملوك (2صم15:10), والعظماء كما في: صعد الله بهتاف, الرب بصوت الصور (مز47:5), ويسمي أيضا (النفير).
وكان يصنع من قرن الكباش أو الماعز.
+ ونلاحظ أن كلمة كبش تسمي بالعبرية سفار أو شوفار, ومنها كلمة صفارة وهو يسمي أيضا القرن Qeren.
+ واستخدمت هذه الآلات في الإعلان عن بدء الحرب (عا2:2) أو التحذير عند وصول الخطر أو في الاحتفالات الدينية, وعند إعلان سنة اليوبيل (لا25:9), أو الإعلان عن بداية الشهور. وعند اقتراب تابوت العهد (2صم6:15).
+ وصنعت الأبواق من المعدن, ولاسيما من الفضة, وكانت تستخدم في الفرقة الموسيقية الملكية, ونلاحظ أن هذه الآلة ذكرت في الحديث عن الأيام الأخيرة. في لحظة في طرفة عين, عند البوق الأخير (!كو15:52), وكذلك استعلان الرب يسوع (مت24:31).
+ كما أن الحرمان من صوت البوق يعتبر علامة علي غضب الله وحزنه علي أي شعب أو مكان أو موقع وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق, لن يسمع فيك في ما بعد (رؤ18:22).