بدأت وزارة السياحة والآثار المرحلة الثانية من مبادرة تنظيف وصيانة التماثيل الموجودة بالميادين والحدائق العامة, وتعمل المبادرة في 22محافظة وتستهدف تنظيف وترميم التماثيل وإبرازها بشكل جمالي.
المبادرة رائعة وتدل علي أن فكرا جديدا يدير الوزارة فليس من الطبيعي واللائق أن يتم إقامة تمثال بميدان ما ثم يترك لسنين لكل عوامل التعرية دون تنظيف وهذا حال تماثيلنا علي أرض الواقع.
أما الأمر الملفت وغير السار فهو أن أحدا من المواطنين لايعرف صاحب هذا التمثل أو ذاك اللهم إذا كان متخصصا في الآثار. فالثابت أن معظمنا يجهل أسماء تماثيل الفراعنة الأجداد.
فما المانع أن نسجل اسم صاحب التمثال وزمنه وأشهر إنجازاته في سطور قليلة وبخط واضح مقروء للمارة؟
حتي أسماء الشوارع لماذا لا تثبت لوحة باسم الشخصية المسمي بها الشارع أو الميدان وتدون عليها في كلمات معدودة اسم الشخصية والزمن والإنجازات.
من المؤكد أن تكون الخطوة إضافة طيبة عرفانا بجميل وصانعي التاريخ أو حتي التعريف بمن أساءوا أو أخطاوا.فالتاريخ لا يقتطع ولا يتجزأ. ومن حق الأجيال أن تعي التاريخ كيما يزداد انتماؤهم لوطنهم ولا يكونون بعد أغرابا.
في منطقة المطرية علي سبيل المثال يوجد متحف مفتوح يضم العديد من تماثيل الفراعنة أشهرها الملك سنوسرت الأول.
والسؤال:هل يعرف أحد من المارة اسم صاحب التمثال؟!! وإذا كانت الوزارة بصدد تنظيف التمثال من الأتربة.فماذا عن المكان الذي يحيط بالتمثال حيث العشوائية والأتربة التي تعلو الشوارع والأرصفة!!
وعن أسماء الشوارع…هل يعرف أحد شيئا عنكلوت بك وهو اسم شارع وحي يطل علي ميدان رمسيس الشهير؟؟
كلوت بك هذا شخصية عظيمة, حيث قام بأدوار مهمة في تاريخ مصر الحديث.
إنه الطبيب الفرنسيأنطون إثيليمي كلوت ,وكان محمد علي باشا استقدمه من باريس وعهد إليه بتنظيم الإدارة الصحية للجيش المصري. ومنحه لقببك تقديرا لجهوده في إحداث النهضة الصحية بمصر.
فهو الذي أقنع محمد علي بتأسيس مدرسة الطب في أبو زعبل سنة1827 ثم نقلت إلي قصر العيني وألحق بها مدرسة لتخريج القابلات.
ساهم الرجل أيضا في مقاومة الطاعون بالبلاد سنة1830 والجدري, وكان أول من استخدم البنج في مصر بعمليات جراحية خاصة.
تماثيل كثيرة وشوارع وميادين بلا عدد تحتاج ليفط للتنوير والتثقيف حتي لايسقط تاريخنا من ذاكرة الأجيال المتعاقبة.
وخطوة مثل هذه جديرة بأن تعيد للذاكرة الوطنية نضارتها في أذهان المصريين, أما نتائجها فهي مبهرة بكل تأكيد.