يشهد العالم مؤحرا عمليات تبادل تجاري بين الدول بعيدا عن الدولار علي عكس الجاري بامتداد عقود, مما يرفع توقعات الخبراء بأن يهبط الدولار كعملة احتياطي عالمي تتنافس الدول علي اقتنائها.
من أبرز هذه العمليات التجارية قيام الصين وفرنسا بتسعير شحنة غاز طبيعي إماراتي بحجم 65 ألف طن بالعملة الصينية اليوان.
أيضا اتفقت البرازيل والهند مع الصين علي أن يكون التبادل التجاري باليوان, علما بأن البرازيل, وهي أكبر اقتصاد بأمريكا اللاتينية يصل حجم التبادل التجاري بينها وبين الصين إلي150 مليار دولار في العام.
وهناك دول عديدة في آسيا وأمريكا اللاتينية, تتبادل بالفعل حاليا بالعملات المحلية ولا تضطر للبحث عن الدولار لإتمام صفقاتها التجارية.
وتقرير أخير لوكالة بلومبرج الأمريكية يفيد بأن 19 دولة أبدت اهتمامها بالانضمام لمجموعة بريكس الاقتصادية من بينها 5 دول عربية.
يقول التقرير إن يونيو القادم سوف يشهد اجتماع الدول الخمس المؤسسة لـ بريكس في جنوب أفريقيا, وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا, وهو الاجتماع الذي سيمثل بداية الابتعاد عن الدولار في المعاملات التجارية. وسيبحث كذلك طلبات الانضمام الجديدة, حيث تقدمت 13 دولة بطلبات انضمام, وهناك 6 طلبات أخري بشكل غير رسمي.
رسميا تقدمت السعودية وإيران في فبراير الماضي بطلب انضمام, وأعربت دول مثل الأرجنتين والإمارات والجزائر ومصر والبحرين وإندونيسيا عن الرغبة في الانضمام, إضافة لدولتين بأفريقيا.
الجديد بالاجتماع المرتقب هو إصدار عملة موحدة لمجموعة بريكس بديلة عن الدولار, ولو علمنا أن المجموعة تمثل 40% من تعداد سكان العلم يمكننا أن نتوقع حجم التبادل التجاري بين أعضائها, وسوف يتضخم تعداد المجموعة بعد حالات الانضمام ليزداد تأثيرها الاقتصادي دوليا وتسدد ضربة قاضية للدولار.
يؤكد هذه التوقعات التي لا تخطئها عين المستشار السابق بالبيت الأبيض جوزيف سوليفان, حيث توقع في تصريح لـفورين بوليسيالأمريكية أن تتمتع عملة بريكس الجديدة بفرص نجاح كبيرة, وأنها ستمثل بالقطع تهديدا للدولار في المستقبل.
المعروف أن سر قوة الدولار جاءت من ربطة بالنفط, حيث كانت المعاملات النفطية لا تتم إلا بالدولار الأمريكي, واستمر هذا الوضع حتي عام 1971 عندما تم فض ارتباط الدولار بالذهب الأسود.
التاريخ أيضا يسجل تراجع حصة الدولار كاحتياطي نقد عالمي لدي البنوك المركزية لأول مرة عام 1999 مع طرح العملة الأوروبية اليورو, حيث هبط إلي 71% وتقلص في2014 إلي66%.
وهناك توقعات بأن تهبط نسبة مساهمة الدولار في التجارة الدولية إلي50% ثم 33% , بعد أن كان يسيطر علي النسبة الأكبر من الاحتياطي الأجنبي بالبنوك المركزية حول العالم.
هل يمثل المستقبل القريب انفراجه للاقتصادات الناشئة التي تضررت كثيرا من رفع الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة علي الدولار, خبراء كثيرون يؤكدون ذلك ويترقبون توسع مجموعة بريكس وعملتها الجديدة.