رسالة جديدة تجدد كل يوم ولكنها قديمة قدم الوحي سجلها لنا القديس بطرس للكنيسة وهي تجتاز أوقاتها الصعبة, سائرة وسط مخاوف شتي من كل ناحية, في هذه الأيام وسط أحداث العالم يرتعب ويرتجف بعض الناس حينئذ ينبغي لنا أن نعود إلي ما سجله لنا الوحي للكنيسة وما يريدنا أن نفهمه ونعيه لنعيشه ونحياه. ففي رسالته الأولي كتب بطرس موضوعين أساسين وهما تشجيع المؤمنين علي إحتمال الألم والاضطهاد ثانيهما عن القداسة والحياة الشاهدة ويبدأ بطرس بتساؤل فمن يؤذيكم إن كنت متمثلين بالخير؟ فمن المفترض أن لا نتعرض للأذي, خاصة أن دور الكنيسة ومؤمنيها أن تذهب إلي كل مكان حاملة الحب والسلام لتطلق الأسري في الحرية مقدمة الطعام والكساء لكل محتاج لتشبع جياع وعطاش الإنسانية, لكن للأسف, الشر يبغض الخير كما الظلمة النور وهنا يقدم بطرس الحل لمن يتألمون وهم يصنعون الخير. لذا عزيزي القارئ دعنا نتناول هذا الحل تباعا. فيقول أولا وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا وذلك لأن الله هو أبونا الأصيل الذي يهتم بنا وبكل أمورنا, فهو يسدد كل احتياجاتنا سواء الروحية أو النفسية والمادية فلا يعوزنا شيئا من أحد, فحتي شعور رؤسنا جميعها محصاة. قد يستخدم عدو الخير سلاح الخوف فهو خطير جدا ليفقدك الحركة ويبتلعك ليمنعك من الاستمرار في فعل الصلاح وتغيير حياة الناس وعندئذ يضعك الخوف تحت سلطانه ومن نخضع لسلطانه نصير له عبيدا ويصير هو السيد والإله, وهنا تتداخل قراراتنا وتتخبط ولكن من يحفظنا من هذا الخوف أنه معنا يؤيدنا ويعضدنا بيمين بره فالذي معنا أقوي وأعظم من الذي علينا. صوته يملأنا بالطمأنينة والسلام, محبته غير المحدودة تطرح كل مخاوف إلي الخارج, أما الأمر الثاني فهو أن نخصص أنفسنا بالكامل للرب يسوع المسيح حينئذ تصير حياتنا بتفاصيلها هي مسئوليته الكاملة يصونها ويحفظها ومن يمسها يمس حدقة عينه, يباركها ويستخدمها ويكثرها. وهذا التخصيص ليس هو بضع ساعات في الأسبوع لحضور الكنيسة بل هو حياة نحياها في معية ورفقة السيد. وهي ملكية وطاعة كاملة للرب, فعندما نعيشها هكذا يصير من حقنا أن يكون لنا كل مجد المسيح وسلطانه, والأمر الثالث الذي علينا أن نفعله عندما نتألم من أجل البر هو أن نكون مستعدين لمجاوبة كل إنسان عن سبب الرجاء الذي فينا والذي تفوح رائحته من حياتنا محبة لأشد أعدائنا وفرح في وسط ضيقاتنا وسلام في مخاوفنا. علينا ككنيسة ومؤمنين أن ندرس ونفهم, نقرأ ونتعلم ليس فقط الحقائق الروحية ولكن أيضا الحقائق العلمية فالكثير منها قد فقد أهميته وقوته مثل نظرية التطور التي أسس لها العالم الشهير داروين والتي أثبت العلم فشلها في تفسير أصل الإنسانية, قومي يا كنيسة لا تخافي بل تقدسي وتخصصي لإلهك, قفي علي أهبة الاستعداد لتجاوبي علي أسئلة جموع الجياع والعطاش إلي البر.