انجيل متى 13 : 44-46
تكلم الرب يسوع في إنجيل متى والأصحاح الثالث عشر عن أمثال كثيرة بخصوص ملكوت السموات فأورد مثل الكنز واللؤلؤة وهو مُختلف عن كل مارواه لأن له وجهانلتفسيره مُكملين لبعضهما البعض،في الوجه الأول يمكننا أن نرى المسيح وهو الإنسان أو تاجر اللألئ يبحث عن الكنز أو اللؤلؤة أما الإنسان فهو ذلك الكنز أو اللؤلؤة الكثيرة الثمن الذي يبحث عنه ويضع نفسه من أجل أقتنائه.أما الوجه الثاني فهو أن الإنسان هو تاجر اللألئ أو الشخص الذي وجد الكنز أما الرب يسوع فهو الكنز واللؤلؤة الكثيرالثمن المبهر في الجمال والكمال الذي عندما يجده شخص يمضي ويبيع كل ما له ليشتريه ويقتنيه،ويرجع أهمية هذا المثل فيتطبيقه على العلاقة مع الله التي يجب أن أعيشها في بعديها وهما كيف أرى الله وكيف يراني هو،والأن لنتناول كل وجه من وجهي المثل بالتفسير،فالأول المسيح فهو التاجر أما أنا وأنت فهي اللؤلؤة لقد تجسد الله وأخلى نفسه فجاء إلى أرضنا لكي يطلب ويخلص ما قد هلك جاءإلينا ليفتش عنا فهو القدير الخبير في تقدير قيمة اللآلئهو العارف الفاهم في قيمة البشر فهو الذي خلقنا ويعرف قيمتنا،فهو لم يحبنا تنازلاً أو غصباً،بل يعلنها يوحنا بوضوح اُنْظُرُواأَيَّةَمَحَبَّةٍأَعْطَانَاالآبُ…
فهو يرانا أولاده،لؤلؤته وتحفته الغالية الثمينة المكرمة،نلاحظ كلمة مفتاحية في هذا المثل وهي كلمة “كل” وهنا تظهر قيمتنا الحقيقية كما يراها هو فقد مضى وباع كل ما كان له،فأخلى نفسه من مجد اللاهوت ليقترب من الإنسانية فيخلصها.ليس هذا فقط بل يركز المسيح على أن ذلك الكنز كان مخفياً وتلك اللؤلؤة كانت نادرة الوجود ومطلوبة ولأنه يعرف قدرها بحث هو عنها ولم يهدأ حتى وجدها.أما الثاني أن المسيح هو الكنز واللؤلؤة والإنسان هو من وجد الكنز ويطلب اللؤلؤة،وسؤالي لك عزيزي القارئ هل تجده كنزاً كمن يبحث عن كنزاً وتطلبه لؤلؤةً كمن يطلب لألئ نادرة غالية أم أنك مكتفياً بما تملك وتعرف،هل قلبك ممتلئاً بأشواق لقاء متجدد يوماً فيوماً كلقاء الحبيبة بحبيبها أم أن محبتك قد فترت وبردت؟ دائماً ما يجربنا الشيطان ليحول علاقتنا بالحبيب إلى علاقة لاتهتم إلا بالبركات والعطايا سواء الروحية أو المادية فنستمتع بغفرانه وأعمال عنايته وليس في هذا عيباً ولكن قد تُختزل علاقة الحب بيننا إلى عيون باحثة عن يده المعطية وننسى شخص الحبيب المعطي،عندما ننظره كنزاً ولؤلؤةً ونمضي لنبحث عنه ونطلبه بكل قلوبنا وعقولنا تنفتح عيوننا أكثر فأكثر لنعاين بهاء المجد والجمال فتؤسر النفوس وتُمسك القلوب في حب ذلك المهوب،الأبْرَعُ جَمَالاًوالذي انْسَكَبَتِالنِّعْمَةُعَلَىشَفَتَيْه.يارب أفتح عيوننا لنراك لؤلؤة وكنزاً فنمضي ونبيع الكل،وأنر قلوبنا لنرى أنفسنا لؤلؤة وكنزاً فتشفى جراحنا وتتعافى نفوسنا.