نحتفل في هذا الوقت بذكري مرور 500 سنة علي الإصلاح الإنجيلي الذي أشعل شرارته مارتن لوثر في أكتوبر 1517,وفي هذه الذكري نحتاج ككنيسة وكأفراد لهذا النوع من الإصلاح الذي هو العودة إلي ما هو صحيح ومستقيم, واحد من هذه المباديء الصحيحة والمستقيمة هي وحدة الكنيسة وقداستها,وهذا هو ما تؤمن به الكنيسة الواحدة الجامعة والمقدسة,رغبة الله وإرادته أن تكون كنيسته مقدسة ولكي تكون كذلك,يجب أن تكون واحدة مترابطة بالحب, وهو ما يسمي برباط الكمال في جميع الرسائل التي كتبها الرسول بولس نجده يستخدم لقب وهوية متميزة لينادي بها علي المؤمنين فنجده في رسالته إلي رومية 1:7 يناديهم مدعوين قديسين وفي رسالته الأولي إلي كورنثوس 1:2 يقول علي المؤمنينالمدعوين قديسون وإذ نحن مقدسين في الرب, فالله نفسه يدعونا للقداسة وهو ما يؤكده الرسول بطرس في رسالته الأولي 1:15, بل نظير القدوس الذي دعاكم ,كونوا أنتم أيضا قديسين في كل سيرة وهذا المقياس من القداسة الذي يدعونا إليه هو مقياس الله وليس البشر,أما وهذه هي دعوة الله لكنيسته فدعونا نتعرف عزيزي القاريء لماذا يريدها هكذا,والسبب الأول هو: لأنه هو نفسه قدوس, فهو يريدنا أن نكون علي مثاله كشبهه فنصل إلي مستوي قداسته, كما يريد الآب أن يشابهه أبناؤه في كل ما هو جليل هكذا هو, فنحن أبنائه الأحباء ورغبته أن نكون في نفس مستواه,أما السبب الثاني فهو أن قداستنا التي يبتغي أن يرانا فيها هي نتيجة فاعلة حقيقية لما قد صنعه لنا نحن المؤمنين من فداء وخلاص من الخطية وتأثيراتها فالقداسة هي برهان الخلاص وهو ما يتكلم عنه الرسول بولس في رسالته إلي أهل أفسس 4:22-25 أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور وتتجدوا بروح ذهنكم وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق فالنتيجة الحتمية للإنسان الجديد الذي خلقه لنا وقبلناه ملكا نحن عندما قبلناه وسيدا علي حياتنا هو أن تخلعوا كل ما هو فاسد وغير مستقيم سواء كان صغيرا أو كبيرا,فهم سواء عنده لاتليق بالقديسين وأن تلبسوا الإنسان الجديد المقدس المخلوق بحسب المقياس الإلهي في القداسة والحق, ودعوتي لك عزيزي القاريء أن تدع الروح القدس ليمتحنك هل خلعنا أعمال الظلمة أم
لازلنا نلبسها رافضين أن نخلعها عنا, والسبب الثالث هو لأننا قد صرنا ملكه روحا ونفسا وجسدا لنسمع بولس وهو يقولها في آذان أهل كورنثوس 1كو6:15 ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟حاشا!.يحق لنا التصرف فيما لانملكه والذي هو ملك الله نفسه,والآن عزيزي القاريء نأتي إلي ختام الأمر فهكذا يعلمنا بطرس في رسالتها الأولي 17:1, أن الله ليس عنده محاباة لذا بدعونا أن نسير زمان غربتنا بخوف لأنه من فرط محبته لنا سوف يؤدبنا لكي يساعدنا أن نحيا في القداسة ويضيف إليه بولس أن كل من يقبل التأديب الإلهي فهو ابن حقيقي أما من لايقبله فهو ابن غير شرعي عبرانيين 12:4-.8 إن حياة القداسة تلزمنا أن نرد المسلوب ونعتذر لمن أخطأنا في حقه علينا ألا لا نستهين بالنعمة بل أن نكون مدققين في سلوكياتنا لكي نشترك في قداسته.