(متي13 : 24 – 30 , 36 – 43)
علمنا الرب يسوع بطرق عدة, منها التعليم الصريح وأحيانا كثيرة بالأمثال ومنها ذلك المثل الذي نحن بصدد تفسيره,مراعين في تفسيرنا للأمثال أن كل مثل له رسالة مهمة من أجلها قص ذلك المثل,أيضا أن المثل لاينطبق انطباقا تاما علي الحقيقة, فلا يجب أن نحمل لنص أكثر من هدفه ورسالته.أما بالنسبة لمثل الحنطة والزوان فبداية علينا أن نفهم أن كلا من الزوان والحنطة متشابهان في شكلهما الخارجي تشابها تاما إلا أن يبدأ وقت الإثمار فما يميز الحنطة أنها تؤتي ثمارا أما الزوان فلا ينتج شيئا والآن عزيزي القارئ لنبدأ في تحليل عناصر ذلك المثل كما فسره لنا الرب يسوع ومنها نفهم رسالة المسيح لنا.الزراع الزرع الجيد هو ابن الإنسان وهو بالطبع السيد المسيح, أما العدو الذي زرع الزوان فهو إبليس ذلك العدو الروحي الحقيقي الوحيد للإنسان, وكما يعلمنا بولس الرسولفإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم,….مع أجناد الشر الروحية في السماويات (أفسس6:12).أما الزوان الذي زرعه إبليس هو بنوالشرير ويظهر جليا أنهم البشر الذين قد أعمي إبليس أذهانهم وسمحوا هم له أن يغذي عقولهم بأفكاره الشريرة وهم بالطبع ليسوا أعداء وعلينا أن ننتبه هنا عزيزي القارئ أنه مهما واجهنا بشرا أشرارا فهم ليسوا أعدائنا بل هم الأدوات البائسة في يد الشرير.أما الدرس الثاني نلاحظه في الحقل الذي زرعت فيه الحنطة والزوان الحقل هو العالم به نوعان من البشر من حيث واقعهم الروحي بنو الملكوت فهم أبناء لله وبنو الشرير الذين سلموا حياتهم للشر والفرق يتضح من نوع الثمر الذي ينتجه كلا منهما,فثمر الحنطة غذاء للحياة ومحبة الله والآخرين أما ثمر الزوان شوك وألم,حقد وكراهية,قتل ودماء.وسؤالي لك عزيزي القارئ من أي نوع أنت ابن لله أم ابن للشيطان ومن المستحيل الجمع بين النوعين.أما الدرس الثالث نتعلمه من موقف الحصادين وهم الملائكة الذين قد فوجئوا بالزوان الذي في وسط الحنطة فكان رأيهم أن يذهبوا ليجمعوه ليخلصوا الأرض منه ولكن السيد رفض قائلادعوهما ينميان كلاهما معا فقد احترم السيد حرية إرادة الإنسان الذي قد خلقه علي صورته ومثاله.إما أن تختار أن تكون حنطة أو زوانا وليس من بالإجبار أو إرغام وليس هناك ماهو مقدر ومكتوب ومايريده الله لك سيحدث رغما عنك فالله قد أعطانا حرية الاختيار لنختار مصائرنا والمسئولية تجاهها.الدرس الرابع: هو الحصاد ذلك اليوم الذي فيه نهاية كل شئ والذي يتم فيه الفصل بين أبناء الله لينعموا بحضن أبيهم وأبناء الشيطان ليكتشفوا حقيقة اختيارهم ليتألموا في حضرة خطاياهم وانفصالهم عن رحمة الله وهو ليس بعقاب من الله أو انتقام كما يزعم الكثيرون ولكنه نتيجة طبيعة لهذا الاختيار وأخيرا عزيزي القارئ قد يختار الزوان أن يصير حنطة.فيتحول أبناء الشيطان إلي أبناء لله,وهذا هو عمل الروح القدس في قلوبنا الذي يجذبنا ويغيرنا لنصير مثله وهذه هي دعوة المسيح فهو قد جاء ليطلب ويخلص ماقد هلك لذلك نداء السيد أن لا تقلعوا الزوان لأنه يمكن أن يصير حنطة ليأخذ بنو الملكوت الفرصة لينادوا علي الزوان فيتغير فهذه هي إرسالية الكنيسة أن تطلب وتخلص ماقد هلك.عزيري القارئ إن كنت تري من أثمارك أنك ابن الله فالدعوة هي لك أن تصلي وتحب وتخدم إلي أن يتحول كل زوان إلي حنطة.