الكتاب المقدس أعظم وثيقة جمالية
الباب الأول
الفنون الأدبية المقروءة والمسموعة
النصوص المقدسة
الفن التشريعي (القانون)
اصغ يا شعبي إلي شريعتي. أميلوا آذانكم إلي كلام فمي
(مز78:1)
تمهيد
الفن التشريعي هو أحد أنواع الفنون الأدبية المقروءة أو المسموعة. فالملك عندما يجلس علي كرسي مملكته, يكتب لنفسه نسخة من الشريعة في كتاب من عند الكهنة اللاويين, فتكون معه, ويقرأ فيها كل أيام حياته, لكي يتعلم أن يتقي الرب إلهه ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة وهذه الفرائض ليعمل بها (تث17:18-19).
لذا فالفن التشريعي يعد من الفنون الأدبية المقروءة أو المسموعة, بنص الكتاب المقدس.
تعريف القانون وخصائصه:
القانون هو مجموعة القواعد العامة الجبرية التي تصدر عن إرادة الدولة وتنظم سلوك الأشخاص الخاضعين لهذه الدولة أو الداخلين في تكوينها. ومن التعريف السابق يتضح أن القاعدة القانونية تتميز بأنها قاعدة سلوك اجتماعي, عامة مجردة, ملزمة ومقترنة بجزاء قهري.
ومن أهم تلك الميزات العمومية والتجريدية عمومية القاعدة القانونية أي أنها لا تتعلق بشخص معين بالذات أو بحالة معينة بالذات بل تتعلق بأفراد الشعب العامة أو ببعض طوائف الشعب بحسب صفاتهم وليس بحسب أشخاصهم.
وكلمة القانون هي أوسع من لفظ التشريع حتي أن الأخير هو أحد مصادر القانون بجانب العرف والقضاء في بعض الدول.
الشريعة الصادرة عن الله:
وإن كان القانون ومصدره الرسمي الأول التشريع يصدر عن إرادة الدولة, فإن التشريع السماوي يصدر عن الله.
+ إعطاء لوحي الشريعة: وقال الرب لموسي: اصعد إلي إلي الجبل, وكن هناك, فأعطيك لوحي الحجارة والشريعة والوصية التي كتبتها لتعليمهم (خر24:12).
+ الانتهاء من كتابة لوحي الشريعة, ومكتوب بإصبع الله ثم أعطي موسي عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة: لوحي حجر مكتوبين بإصبع الله (خر31:18).
+ تحطيم لوحي الشريعة: كسر موسي النبي اللوحين وكان عندما اقترب إلي المحلة أنه أبصر العجل والرقص, فحمي غضب موسي, وطرح اللوحين من يديه وكسرهما في أسفل الجبل (خر32:19).
+ إقامة العهد بحسب الشريعة: عوض الله بخلافهما, ولكن الكتابة بيد موسي النبي: وقال الرب لموسي: اكتب لنفسك هذه الكلمات, لأنني بحسب هذه الكلمات قطعت عهدا معك ومع إسرائيل (خر34:27).
ملاحظات
+ ذكرت كلمة شريعة في الكتاب المقدس (133 مرة) منها مرة واحدة فقط في العهد الجديد والباقي بالعهد القديم وجمعها (شرائع) ذكرت 6 مرات في العهد القديم.
+ كلمة ناموس ذكرت (143 مرة) منها 9 فقط بالعهد القديم والباقي بالعهد الجديد.
+ أما كلمة قانون فذكرت في العهد الجديد فقط وبالتحديد في رسائل بولس الرسول (4 مرات).
معني كلمة ناموس:
اسم يوناني الأصل معناه (الشريعة أو القانون).
+ يطلق علي المبادئ الموجودة في قلوب البشر, متي لم يكن عندهم الناموس الخارجي المعروف لأنه الأمم الذين ليس عندهم الناموس, متي فعلوابالطبيعة ما هو في الناموس, فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس هم ناموس لأنفسهم (رو2:14).
+ ناموس الذهن الذي يسبي الإنسان إلي الخطيئة ويحارب الناموس الخارجي المعروف ولكني أري ناموسا آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني, ويسبيني إلي ناموس الخطية الكائن في أعضائي (رو7:23).
ذلك الناموس سواء كان الطبيعي أو الذهني مستبعدين من مجال بحثنا هذا فهو مقصور علي المعني الأصلي للشريعة أو القانون, أو باصطلاح كتابي ناموس موسي.
ومع أن لفظ الناموس تعني في بعض الأحيان العهد القديم كله فأجابه الجمع: نحن سمعنا من الناموس أن المسيح يبقي إلي الأبد, فكيف تقول أنت إنه ينبغي أن يرتفع ابن الإنسان؟ من هو هذا ابن الإنسان؟ (يو12:34).
إلا أنها ترمز إلي ناموس موسي في معظم الأحيان ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها (تث27:26).
معني ناموس موسي:
لقد جاء الناموس من الله علي يد موسي, وهي ليست شريعة موسي إلا بالاسم, لأنها من عند الله, ومن وضع الله. وقد تسلمت إلي البشر عن طريق موسي في سيناء فإن الله أوصي قائلا: أكرم أباك وأمك, ومن يشتم أبا أو أما فليمت موتا (مت15:4). وقد كتبت في كتاب إنما كن متشددا, وتشجع جدا لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسي عبدي, لا تمل عنها يمينا ولا شمالا لكي تفلح حيثما تذهب. لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك, بل تلهج فيه نهارا وليلا, لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه, لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح (يش1:7-8).
وقد حوت الشريعة الموجودة في: الخروج واللاويين والعدد والتثنية.
ويتضح ذلك من المقابلات الآتية:
=====
العهد القديم
العهد الجديد
–
ثم قال: أنا إله أبيك, إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. فغطي موسي وجهه لأنه خاف أن ينظر إلي الله (خر3:6).
ويخرج الكاهن إلي خارج المحلة, فإن رأي الكاهن وإذا ضربة البرص قد برئت من الأبرص (لا14:3).
–
وأما من جهة الأموات إنهم يقومون: أفما قرأتم في كتاب موسي, في أمر العليقة, كيف كلمه الله قائلا: أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب؟ (مر12:26).
فمد يسوع يده ولمسه قائلا: أريد, فأطهر! وللوقت طهر برصه. فقال له يسوع: انظر أن لا تقول لأحد. بل اذهب أر نفسك للكاهن, وقدم القربان الذي أمر به موسي شهادة لهم (مت8:3-4).
====
+ فإني الحق أقول لكم: إلي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتي يكون الكل (مت5:18).
+ لأن الناموس بموسي أعطي, أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا (يو1:17).
+ لأن غاية الناموس هي: المسيح للبر لكل من يؤمن. لأن موسي يكتب في البر الذي بالناموس: إن الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها. وأما البر الذي بالإيمان فيقول هكذا: لا تقل في قلبك: من يصعد إلي السماء؟ أي ليحدر المسيح (رو10:4-6).
+ مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض, لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانا واحدا جديدا, صانعا سلاما (أف2:15).
إذا فناموس موسي هو الشريعة التي وضعها موسي, بوحي من الله, في الحقول المدنية والاجتماعية والأدبية والطقسية. وسوف نتناول تلك الحقول بالتفصيل.