ماذا نحن فاعلون بمصرنا الحبيبة؟ من هم حماة الثورة ومن الدخيل عليها؟ الكل يزايد ويخون الآخر, ولم يتوافر في الساحة سوي لغة التحزب والاستقطاب والإصرار علي عدم قبول الرأي الآخر, الائتلافات كثيرة, وكل ائتلاف يحاول احتكار الثورة, وأنه علي حق ويختلف عن الآخر, ويحاول البعض منهم احتكارها وتكون الثورة حصريا له.
بدأ الحزب يسيطر علي عدد ليس بقليل من الشعب المصري الكادح والذي لا يجد قوت يومه وبعد أن كانوا مستورين في ظل نظام فاسد لم يتربحوا منه, باتوا موعوزين لفقدان أشغالهم وإغلاق شركاتهم, أو إعطائهم إجازات بدون مرتب حتي تستقر الأوضاع.
الأزمة باتت خانقة وموقف العمالة المعرضة للاستغناء عنها تزيد يوما بعد الآخر في ظل الانخفاض الكبير في نسب إشغالات الفنادق, فالاقتصاد ينهار والسياحة تتعرض يوما بعد الآخر لمزيد من التدهور الناتج عن تداعيات الأحداث الأخيرة والمظاهرات والمليونيات وهذه الصناعة لن تقوم لها قائمة في ظل حالة الفوضي وعدم الاستقرار في البلاد, ناهيك عن المعوقات التي تعرقلها وأهمها إحجام البنوك عن تمويل المشروعات السياحية وبالتحديد البنوك الخاصة بحجة أن السياحة تدرج حاليا ضمن الاستثمارات عالية المخاطر, الأمر الذي يؤدي إلي كارثة كبيرة بسبب توقف المشروعات السياحية.
لابد من عودة الاستقرار وفي الوقت ذاته ندعم قطاع السياحة لفتح ما تم إغلاقه من فنادق وما تم تسريحه من عمالة وتكثيف الحملات الترويجية والتسويق لمنافسة الدول التي استفادت من أمتنا.
ومطالبة البنوك بضرورة الاستمرار في تمويل المشروعات السياحية حتي يتم الانتهاء منها, ووضع ورقة عمل بالخطط السريعة والطويلة الأجل لكيفية خروج السياحة من أزمتها وعرضها علي منير فخري عبدالنور وزير السياحة. وتشمل الخطة قصيرة الأجل ضرورة التركيز علي استعادة التواجد الأمني وتكثيفه داخل المدن السياحية والطرق المؤدية إليها للمساعدة علي عودة السياحة وعمل شبكة إلكترونية لوزارة السياحة, خاصة بعرض الآراء والاقتراحات علي أي قرارات تصدرها الوزارة, وكذلك إعادة دراسة أسواق الدول المصدرة للسياحة.
أما الخطة المستقبلية فلابد أن تتضمن عدة مقترحات أهمها تفعيل دور المجلس الأعلي للسياحة وعقد اجتماع ربع سنوي علي الأقل لدراسة الموقف السياحي والموضوعات المغلقة بالقطاع والتأكيد علي عدم مطالبة القطاع بأي أعباء مالية إلا بعد موافقة المجلس وفتح السماوات المصرية أمام جميع شركات الطيران لما سيكون له من تأثيره الإيجابي علي حركة السياحة لمصر.
[email protected]