تراجع الوضع الاقتصادي يمكن أن يعرقل أي نمو سياسي حقيقي, والوضع في محافظة مرسي مطروح هذا العام محزن للغاية فكانت المحافظة تستقبل كل عام مئات الآلاف من المصطافين وينتظر أبناؤها موسم الصيف بـفروغ الصبرحيث يوفر فرص عمل لأكثر من70 ألف شخص وخلال زيارتي لتلك المدينة الجميلة الأسبوع الماضي حزنت بسبب تراجع أعداد إقبال المصطافين علي حجز وتأجير الوحدات السكنية وخصوصا إن نسبة الاشغال لاتتعدي20% وغالبية فنادقها مغلقة بالضبة والمفتاح,ورغم ارتفاع حرارة الجو تجد انخفاضا حادا في أسعار الشقق نتيجة لإحجام الكثيرين من المصريين علي الذهاب إلي المصايف لضيق ذات اليد أو للحرص علي عدم الإنفاق بشكل كبير في المصيف بعد ثورة 25 يناير خشية عدم تعويض تلك الأموال مستقبلا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تشهدها البلاد.
ويعول الكثير من أصحاب الفنادق والشقق المفروشة بمطروح ازدهار المصيف وعودة الأسعار إلي طبيعتها نسبيا الأسبوع الحالي أي في عيد الفطر أعاده الله علي إخواتنا وشركائنا في هذا الوطن بالخير فالمحافظة بالفعل آمنة وهذا ما لمسته خلال الأسبوع التي قضيته فيها فتشهد أمانا تاما علي الطرق السريعة والطرق الداخلية بها خاصة بعد إحكام السيطرة الأمنية عليها سواء من القوات المسلحة أو الشرطة بالإضافة إلي توافر الأمان علي جميع الشواطيء بالمدينة بما فيها شواطيء عجيبة والأبيض التي تبعد عن مدينة مرسي مطروح بحوالي 20 كيلو مترا.. ولكن الملاحظ حاليا في جميع الأسواق بمطروح سواء أسواق الملابس والعطور خاصة سوق ليبيا لم تجد روادا في المتاجر, المحلات خاوية من الزبائن رغم أن تلك الفترة من كل عام عندما تذهب للتسوق من سوق ليبيا أو شارع إسكندرية كنت لاتجد موضعا لقدم من كثرة المتسوقين في تلك البقعة الحيوية فكان الحي يشهد إقبالا كبيرا من المصطافين خلال الفترة المسائية يوميا حيث يستمر الشراء حتي الساعات الأولي من الصباح, كما تشهد أسواق التمور والزيتون والنعناع الصحراوي ومنتجات البيئة إقبالا من المصطافين الذين يقومون بشراء احتياجاتهم من تلك السلع كما كانت تشهد أسواق اللب الأبيض ازدحاما من المصطافين الذين يحرصون علي الشراء بكميات كبيرة كهدايا للأقارب والجيران عند عودتهم إلي محافظاتهم.. ولكن عندما تجوب المحافظة حاليا تشعر بحزن عميق لما أصابها وأصاب أغلب محافظات مصر من ركود اقتصادي الأمر الذي يعرقل أي نمو سياسي حقيقي.
[email protected]