كاريتاس: ضحية سياسية وليست طائفية
أثار مقالي كاريتاس والساكت عن الحق ردود أفعال مختلفة, ولكن من أكثر الأسئلة التي أقلقتني هي رؤية البعض في الهجوم علي كاريتاس أبعادا طائفية. وبالطبع كانت إجابتي بالنفي علي هذا الاعتقاد الخاطئ, واستشهدت بهجوم بعض الرجعيين علي المجلس القومي للمرأة وبالطبع ليس في الأمر أي شبهة طائفية, فكان السؤال المباشر: إذن تري ما السبب؟
السبب من وجهة نظري يكمن في أن المعركة الانتخابية للبرلمان المقبل بدأت مبكرا.. نتيجة ما يتردد حول حل المجلس الحالي, وفي الإسكندرية علي وجه الخصوص هناك ابتزاز معلن من بعض نواب الإخوان للحزب الوطني, ولذلك يزايد بعض أعضاء الحزب الوطني علي نشطاء جماعة الإخوان في كونهم الأكثر تمسكا بالدين والأخلاق, وليس أدل علي ذلك أن المجلس المحلي للإسكندرية كان قد نظم محاضرة مؤخرا لأحد الدعاة وجه فيها بعض العبارات التي اعتبرت من قبل البعض هجوما علي المسيحية الأمر الذي استدعي الاعتذار كما نشر في صحيفة الشروق. وفي هذا المناخ المحتقن ظهرت الادعاءات ضد كاريتاس, ورغم أن وزارة التضامن الاجتماعي والمسئولين عن الاتحاد الإقليمي للجمعيات بالإسكندرية والأجهزة المعنية فندت وردت علي هذه الادعاءات, إلا أن بعض الأوساط الإعلامية التي لا تزدهر إلا في مثل هذه المناخات استمرت في الشحن والتعبئة إعمالا للمثل الشعبي: زغردي ياللي مانتيش غرمانة ورغم خطورة ما يحدث فإن كاريتاس تعمل لأن القائمين عليها أصحاب رسالة رجعلتهم يعملون خلف خط النار من 8691 حتي 3791, وستبقي كاريتاس شامخة برسالتها وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.