ينبغي علي الكنيسة أن يكون دورها دينيا وليس سياسيا, هكذا تطالب النخبة البابا الجديد ولكن لابد من دراسة الإشكاليات التي تجعل هذا المقترح غير واقعي
ينبغي علي الكنيسة أن يكون دورها دينيا وليس سياسيا, هكذا تطالب النخبة البابا الجديد ولكن لابد من دراسة الإشكاليات التي تجعل هذا المقترح غير واقعي, وهي: * الكنيسة منذ تأسيسها وحتي الآن لعبت أدوارا سياسية مستترة تحت مسمي الدور الوطني للكنيسة, وذلك الدور الوطني كان المقصود به كمسمي ومهمة أن الكنيسة كانت المؤسسة الوطنية المصرية الوحيدة منذ انهيار الدولة الفرعونية وحتي تأسيس الدولة الحديثة أي منذ منتصف القرن الميلادي الأول وحتي مطلع القرن العشرين.. ومن يراجع أدوار ومهام البطاركة المتعاقبين سيجدهم كانوا ممثلين للأقباط في كل شيء لدي الملوك والولاة في كل العهود حتي بداية دولة محمد علي باشا.
* تم تحجيم هذا الدور منذ اللائحة السعيدية عام 1861 وظهور طبقة كبار الملاك الأقباط وصولا لثورة 1919 والخروج من الكنيسة للوطن, ثم عاد هذا الدور بعد يوليو 1952 وحتي الآن.
* منذ بروز ما يسمي بالصحوة الإسلامية عام 1972 وحتي الآن أصبح الذي يحدد جدول أعمال البطريرك في السياسة تيارات الإسلام السياسي وما تقوم به من ممارسات عنيفة ضد الكنيسة والمسيحيين.. وكانت الجماعات المتشددة هي التي وضعت البابا شنودة في موضع المداقع عن الأقباط دفاعا عن الكنيسة.. بالطبع شخصية البابا تلعب دورا مهما وهذا ما نسميه العامل الذاتي ولكن الواقع يلعب دورا أكبر في صنع الأزمة وهذا ما نسميه الظرف الموضوعي.
* البابا تواضروس الثاني يمتلك شخصية سياسية إدارية, قال عنه الأنبا باخوميوس: رجل وسطي معتدل, زاهد عن أي سلطة, قادر علي التعامل مع الجميع بحكمة, وأضاف أن أهم صفاته أنه يعمل بروح الفريق وبشكل مؤسسي لا فردي.
* الأنبا تواضروس لم يكن بعيدا عن السياسة والفكر والإبداع قبل وبعد الرهبنة, فقد درس في بريطانيا وله خبرة في إدارة الأعمال وقيادة مصنع كبير للأدوية, ويتبين ذلك من أول حوار صحفي أجراه حيث قال: لن ندخل القدس إلا مع الأخوة المسلمين بعد تحريرها, بما يحمل هذا التصريح من مؤشرات ودلالات.. وللحديث بقية.