تعد حركة المحافظين الأخيرة خير دليل علي بقاء مبارك في الحكم رغم وجوده في القفص, وتقدم دليلا قاطعا علي أننا نعيش ردة أسوأ مما كنا نعيشه قبل ثورة 25 يناير وذلك بتعيين المفكر سمير مرقس نائبا لمحافظ القاهرة لقطاع الشمال, (إعمالا بالفتوة السلفية التي ترددت بين أحداث قنا ضد تعيين محافظ قبطي), لا ولاية لقبطي علي المسلمين)- النص الحقيقي كان لا ولاية لكافر..!!- وإلا لماذا لم يعين سمير محافظا لإحدي المحافظات, كما أن هناك عشرات الأسماء القبطية التي تصلح ليسوا محافظين فقط بل رؤساء للجمهورية! ولكن حركة المحافظين تثبت أن مبارك باق في ذهنية العسكر وأتباعهم في الوزارة, نفس طريقة التفكير المباركية, عسكريون في محافظات الحدود ورجال أمن الدولة والمؤلفة قلوبهم من أهل الثقة في باقي المحافظات!! مع الاعتذار للمفكر والصحفي عزازي علي عزازي الذي عين محافظا للشرقية لذر الرماد في العيون ولحرق البدائل اليسارية الراديكالية.
إن انتصار الثورة الحقيقي لا يتجسد في محاكمة مبارك وأبنائه وحاشيته بقدر ما يبدأ بإسقاط النظام القديم, وتغيير منظومة التفكير التي تحكم ذهنية صناع القرار في المعارضة والحكم علي السواء.
دار بخاطري وأنا أتابع ردود الفعل العصبية ذات المنظور الطائفي لبعض المعارضين للحوار الذي دار بين بعض المواطنين المصريين الأقباط وآخرين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين: (رؤوف عبدالمسيح, نبيل كامل, شريف دوس, محمد مرسي, سمير مرقس, سعد الكتاتني, إيهاب رمزي, محمد رفاعة الطهطاوي, ويوسف سيدهم).
القوي الديموقراطية الحقيقية لا ترفض الحوار, والقيمة الأخلاقية للحوار هي أعلي قيمة من قيم المجتمع المدني وهي التسامح وعدم نفي الآخر. يري المعارضون أنه لا حوار مع من لا يلتزمون بنتائج الحوار.. دون أن يدرون أن الحوار خلق لهذا السبب ولهؤلاء الأشخاص الذين نختلف معهم ونريد أن نعلمهم فضيلة الالتزام والحوار, ويحضرني هنا قول المسيح: إذا كنتم تحبون الذين يحبونكم فأي أجر لكم, وفي حالتنا إذا كنتم تحاورون الذين يتفقون معكم فأي هدف لكم!.
الحوار هو سنة الحياة وهو الحل, وإلا ما الفرق بين السلفية المسيحية والسلفية الإسلامية (فكلاهما تربيا علي السمع والطاعة وبوس الأيادي).