منذ عام 1996 دخلت بقلمي إلي أروقة وطني, رائحة ذكية ما لبثت أن اخترقت قلبي وعقلي, ومازالت تسري في أوصالي يوما بعد يوم, لم يكن أحد يدري أنني هارب من فشل حلم ابن خلدون إلي صدر حلم وطني الصحيفة والحالة والرمز.
خمسة عشر عاما وأنا أبحث عن الحلم الذي كان ينمو في داخلي ويزدهر علي صفحات الوطن والصحيفة, ساهمت قدر ما ساهمت في تأسيس أبواب وصفحات, ولكن مجاورة صفوت عبد الحليم ويوسف سيدهم في الديسك المركزي وتحديد أولويات الصفحة الأولي كانت حجر الزاوية الذي طالما توازنت به نفسي. أما روحي فقد ذابت مختلطة في أرواح نبيلة أسسنا سويا مركز التكوين الصحفي, مايكل فيكتور, مريم مسعد, عبد المسيح فلي, يوسف رامز, سامح سامي, ماجد سمير, وآخرين مازالوا علي الطريق, تعددت الدفعات, وانتشرت الفكرة جنوبا حتي نجمع حمادي والمنيا, وشمالا حتي الإسكندرية. ويكبر الحلم…وفي الحلم يكبرون, وهكذا كما ينبت العشب بين مناصل صخرا نشأنا غريبين معا…كانت صالة الديسك-صفوت عبد الحليم, وبصمة الشباب خاصة هاني دانيال, خلافات فيكتور سلامة وأحمد حياتي, ابتسامة ميلاد إبراهيم, خلافات لاتنتهي قبل صدور العدد بل تزداد في اجتماعات التقييم, كل ذلك ولكن الأرض تدور, مئات الشباب يتخرجون في برلمان الشباب أو التكوين الصحفي, بنات وأولاد, مسلمين ومسيحيين, بحيث لا توجد مطبوعة أو فضائية مصرية أو عربية تنطلق من مصر لا يوجد بها إحدي بناتنا أو أولادنا, لا أريد أن أستعرض أسماء حتي لا يسقط سهوا نجم من نجومنا الساطعة في سماء الوطن. إلا أن الأهم من ذلك استطاعت وطني أن تفرض دربا جديدا من دروب صحافة المواطنة, ترتبط في تكوين أبنائها ما بين القيم والمهارات في تزاوج مع الضمير المهني, علي عكس المدرسة الاستقصائية التي لا تقر سوي المهارات دون رابطة جدية للقيم الصحفية والضمير المهني.
هكذا أشعر بسلام لتحقيق الحلم وأنا أخطو ربما خطواتي اللامتناهية نحو السلام الذي يعلو كل منهم…أحبائي في وطني أحبكم كما أحب المسيح خاصته التي في العالم إلي المنتهي أو حبي لامتناهي.