كشفت أحداث ماسبيرو الثانية عن مجموعة من الملاحظات التي يجب تناولها بالمراجعة النقدية وهي:
أولا: كنت أتمني أن أري في ميدان التحرير طوال أيام الثورة وحتي الآن الآباء الكهنة والرهبان المعتصمين في ماسبيرو الثانية, ولكن يبدو أن طاعتكم الواجبة للرئاسات الكنسية حالت دون ذلك, ولكنني فوجئت بأن تلك الطاعة قد افتقدت بعد بيان قداسة البابا بفض الاعتصام, وإذا جاز للعلمانيين الأقباط اعتبار قداسة البابا مرجعية روحية وليس مرجعية سياسية, فتري ما هو موقفكم وطاعتكم لقداسته واجبة علي المستويين الروحي والإداري؟ هل سوف تتركون الكهنوت وتعملون بالسياسة؟ أم أنه من اللائق لكم الجمع بين الكهنوت والسياسة؟
كنت من أوائل الرافضين لاختطاف جماعة الإخوان المسلمين لثورة 25 يناير وتديينها, بدءا من الجمعة التي اعتلي فيها فضيلة الشيخ القرضاوي منصة التحرير, ولعدم الكيل بمكيالين فإن اختطافكم لمنصة ماسبيرو المدنية سابقا لا يقل خطورة عما فعلته جماعة الإخوان المسلمين في التحرير, ولأنكم حديثو العهد بالسياسة فقد تسببتم دون قصد وبحسن نية في خسارة قضايا الأقباط العادلة لحلفاء كثيرين من أشقائنا المسلمين بالوطن, وحقا فإن الطريق للجحيم مفروش بالنوايا الحسنة.
ثانيا: بعض أشقائنا من أقباط المهجر: وبعد أن أنهت ثورة 25 يناير دورهم الخارجي.. وعاد بعضهم مشكورا إلي الوطن, إلا أنهم مازالوا يتصرفون بذات المنهج ونفس الآليات الخارجية, لذلك أرجو أن يكونوا إضافة لا خصما من الحركة الوطنية المصرية, مع كامل احترامي لدورهم.
ثالثا: الزميل صاحب إحدي الفضائيات المهجرية: كف عن تعليقاتك الطائفية وتسولك باسم الأقباط لجمع التبرعات شأنك شأن الفضائيات السلفية, ويا زميلي العزيز حينما قال المسيح: من لا يجمع معي فهو يفرق, لم يكن يقصد جمع التبرعات, أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.