غدا يتزوج ابني زكي, خبرة جديدة في حياتي الخاصة, شعور بالفرح والمسئولية, إحساس لا يوصف حينما أراه مع عروس المستقبل الجميلة نهال يعدان لبيت الزوجية, أسئلة كثيرة تطرح لا أدعي أنني كنت أعرفها من قبل, من يفرش البيت؟ بالطبع أهل العروسة, من يزين الكنيسة يوم الفرح؟ بالطبع العريس من يوزع دعوات الفرح؟ أبو العروسة يوزعها علي أهل العروسة…وأبو العريس لأهل العريس, وأسئلة أخري كثيرة…تلقيت الإجابات عليها من زكي ونهال, وتعلمت منهما أشياء كثيرة لم أكن أعرفها, يزداد حبي لهما يوما بعد يوم, أشعر أن دوري الحقيقي هو حماية استقلالية بيتهما القادم من تسلط بعض المتسلطين من الأهل, الغريب أن بعض الكبار حينما كانوا في سن الشباب…كان لهم تجارب خاصة في الاستقلالية, تحدوا الأهل والمجتمع من أجلها…ولكن حينما صاروا في سن الكهولة والشيخوخة نسوا أو تناسوا تلك التجارب ويريدون أن يفرضوا وصايتهم علي العريسين الجميلين!!لست أدري لماذا؟ هل التسلط سمة إنسانية؟ أم أن البعض يهتف للحرية والاستقلالية إذا كانت مع مصالحة…ويتناقض معها إذا كانت ليست مع مصالحة وأهوائه؟! أم أن البعض لايفرق بين الحب والملكية الخاصة؟تساؤلات كثيرة, وتحديات أكبر, ولكن كلذلك يجعلني أكثر إصرارا علي حماية تجربة زكي ونهال المستقلة…وأن أتعلم منها مالم أتعلمه من قبل, وأن أعوض فيهما ما فقدته وافتقدته من قبل, لأن بيت زكي ونهال هو الحلم القادم من أعماق الجرح…البيت علي غرار الوطن له حدود وسيادة, دولة جديدة تولد, مثل حلم الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة, علم ونشيد ودستور, وضمانات للحماية من الذين يريدون أن ينتزعوا فرحة الحرية والاستقلال.
كان الكتاب المقدس محقا حينما قال أترك أباك وأمك والتصق بإمراتك والمثل الشعبي يقولالعروسة للعريس والجري للمتاعيس!! اللهم احمي زكي ونهال من شر المتاعيس وأنا أولهم!!.