أثيرت في الأيام الأخيرة زوبعة حول سفر د.علي جمعة مفتي الجمهورية إلي القدس, الزيارة أحيطت بسرية تامة, لدرجة أن فضيلة شيخ الأزهر أعلن أنه لم يعلم بها إلا من وسائل الإعلام! وهناك العديد من علامات الاستفهام!
مفتي الجمهورية قال إنها زيارة شخصية, ولم يحصل علي تأشيرات من إسرائيل, وأنها تمت عبر الأردن وتفاصيل أخري يوضح بها وطنيته وسلامة نيته وحسن تصرفه!
علامة الاستفهام الأولي: لماذا لم يعقد فضيلة المفتي مؤتمرا صحفيا ويعلن تفاصيل الزيارة قبل السفر؟
علامة الاستفهام الثانية: لماذا لم تصدر دار الإفتاء بيانا توضح فيه تفاصيل الزيارة وظروفها وأسبابها وأهدافها علي غرار البيان الذي أصدرته بمناسبة زيارة فضيلته الأخيرة لأبو ظبي؟
لنا في قداسة البابا شنودة الثالث قدوة حسنة, قداسته اتخذ قرارا صارما وحازما فامتنع ومنع الأقباط من السفر إلي المدينة المقدسة طالما ظلت تحت الاحتلال الإسرائيلي.. وله موقف نوراني وطني مشرف, ففي السبعينيات من القرن الماضي وبعد التطبيع مع إسرائيل طلب السادات من قداسته السماح للأقباط بزيارة القدس للتبرك بالأماكن المقدسة التي شهدت ميلاد وحياة ولصب وقيامة المسيح, إلا أن قداسته رفض بحزم واشترط للزيارة أن يصحبه فيها فضيلة شيخ الأزهر بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي وأن توقع علي جواز السفر السلطات الفلسطينية بعد إقامة دولتهم.
علامة الاستفهام الثالثة: لماذا وصف علماء الأزهر الشريف زيارة فضيلة المفتي بأنها تمثل خروجا علي شرعية العلماء ومخالفة صريحة للإجماع علي منع الزيارات للمقدس لأنها تمثل اعترافا بالكيان الصهيوني؟
علامة الاستفهام الرابعة: ألا يعلم فضيلة المفتي أن طبيعة وحساسية منصبه وقداسة وضعه الديني تفرض عليه قيودا وتضع أمامه خطوطا حمراء فيما يقبله من تحركات؟
علامة الاستفهام الخامسة: إذا كانت الزيارة تمت من خلف ظهر الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية الإسلامية, فهل يعقل أنها تمت من خلف ظهر المجلس العسكري الذي لم يعلن أي بيان حتي الآن حول تفاصيلها؟
علامة الاستفهام السادسة: هل فهمتم معني مشروعية اختيار شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية بإجماع آراء كبار علماء الأزهر؟