ما معني إحباط العبقرية في مهدها؟… تتجلي قدرة الله سبحانه وتعالي في معجزة بشرية تتميز بالعبقرية الخارقة, أو مواهب مذهلة فوق قدرة البشر… دول العالم المتحضر تجند إمكاناتها لتشجيعها واستثنائها من كل القواعد واللوائح البيروقراطية لحفزها وتفجير طاقاتها الخلاقة وتحقيق المعجزات… أما في مصر تكثف كل الأسلحة لتدميرها ونسفها ودفنها بحجة اللوائح والقوانين!
هذه المعجزة حيرت جميع المسئولين في الدولة… مأساتها أن المستوي العقلي لها يفوق بكثير ما يتم تدريسه لها بالصف الثاني الابتدائي بمدرسة الجمعية الشرعية بميت غمر الابتدائية- دقهلية… خاصة أنها تعلمت القراءة والكتابة وحفظ وتجويد القرآن الكريم, وهي في سن الثالثة قبل أن تدخل المدرسة… قادرة علي حفظ ما يتلي عليها من المرة الأولي في أي شئ!
في أواخر سبتمبر الماضي كرمها الرئيس حسني مبارك في احتفالية ليلة القدر بعد أن فازت بالمركز الأول علي مستوي الجمهورية في المسابقة التي نظمتها وزارة الأوقاف لحفظ القرآن الكريم, وشارك فيها عشرة آلاف متسابق من مختلف الأعمار.
في العام الماضي شاركت الطفلة خديجة عبد المجيد عامر في المسابقة التي نظمتها الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم, وفازت بالمركز الثالث علي مستوي العالم التي شارك فيها حفظة القرآن الكريم من 60دولة!
عبقريتها الخارقة أذهلت فضيلة شيخ الأزهر ووزير الأوقاف وجميع المسئولين في وزارة التربية والتعليم.
وزارة التربية والتعليم قالت إن التوازن والقرارات الحالية تمنع مع الأسف نقل مثل هذه الطفلة إلي سنوات متقدمة!… شلت أيدي المسئولين عن مساعدتها!
أخيرا قرر والدها منعها من الذهاب إلي المدرسة بناء علي طلبها لأن مناهج الصف الثاني الابتدائي لا تتمشي معها, واقتناعا من مدير المدرسة الذي عجز عن مساعدتها نامت الأجهزة وتجاهلت العبقرية… تماما كما فعلت مع العباقرة مجدي يعقوب وفاروق الباز ومصطفي السيد وغيرهم وغيرهم الذين طفشوا من هذا البلد… ثم لا تفيق الأجهزة المسئولة إلا علي دوي تكريم العالم لهم ومنحهم أعلي الأوسمة في العالم… بعدها نلهث تحت أقدامهم لاستجدائهم!
التوجيهات العليا… هل ستنقذ خديجة وأسرتها من مستنقع الإحباطات واليأس؟!
وللحديث بقية.