منذ أيام أعلنت فجأة معظم الوزارات عن فتح باب القبول للشباب للتعيين في الوظائف المختلفة… طرحت آلاف الاستمارات للشباب- وتحت يدي نماذج منها- وخصصت منافذ لقبول الطلبات بوزارة المالية والعديد من الوزارات وشركات البترول.
تدفقت كتائب الشباب علي هذه المنافذ, وتلقت المنافذ آلاف الطلبات إلي أن وقعت المفاجأة صباح الأحد الماضي بمقر وزارة المالية, فوجئ آلاف الشباب في الصباح بالموظف المختص يحمل آلاف الطلبات ويلقي بها في صندوق القمامة!!
انفجر الشباب وتعالت الهتافات الهادرة بسقوط وزير المالية وكبار المسئولين والنظام بعد أن اكتشفوا النية المبيتة لامتصاص غضب الشباب والاحتيال عليهم, فشلت كل المحاولات للسيطرة علي بركان الغضب!
ماذا يعني ذلك؟
تحويل مسار مظاهرات الشباب والثورة عن الهدف إلي السقوط في مصيدة الوظائف الوهمية, بحجة تحقيق أحد مطالب الثورة بالقضاء علي البطالة بشعارات زائفة!… ماذا يعني إطلاق الأحلام الوردية للشباب ثم يكتشفون عاجلا أو آجلا أنهم ضحية النظام الكاذب!
ماذا يريد النظام بعد أن تبادل رجاله الأقنعة داخل السيرك, ألم يتعلم الدرس من الكارثة التي زلزلت مصر؟
نريد أن نفهم الحقيقة… هل ليلة القدر استجابت فجأة للحكومة بفتح باب التعيين لملايين الشباب في مصر بمعظم الوزارات دون تحديد التخصصات المطلوبة وشروط السن والمؤهل و… و…؟ فلماذا إذن لم تنشر إعلانات صريحة في الصحف لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص؟… أم أنها ذريعة لتعيين المحاسيب وأهل الصفوة وذوي التأشيرات سرا كما كان يحدث في عصر الفساد… أم أنها خدعة؟
هل استوعبتم سر عدم ثقة الشباب في النظام مهما تغيرت الأقنعة والتصريحات المسكنة, هذه أول مناورة حيكت بعد 25 يناير… والضحية الشعب المطحون المقهور علي امتداد أكثر من نصف قرن..!!