أي اعتقاد يقصي الآخر أو يكفره أو يقتله باسم الله هو داعشي
المسيحية شبه منتهية بالموصل والرجوع خجول لأن المسيحيين فقدوا الثقة
من قلب العراق الحزين، وخلف تجارب الموجوعين، من تحت ركام سنوات الخراب، تحدث إلينا المطران ميخائيل نجيب ميخائيل، رئيس أساقفة إيبارشية الموصل وعقرة للمسيحيين الكلدان في العراق، حيث عاش المسيحيون في الموصل مآسي كبيرة، حيث جعل تنظيم داعش من المسيحيين لقمة سائغة للإرهاب والموت والاضطهاد، وساعده على ذلك كل من يؤمن بفكره، حتى لو لم ينتم إليه تنظيمياً بينما يعمل في الخفاء كذراع فعالة له..
بعدما هدموا الكنائس ونهبوا البيوت، وقضوا على التراث، لكنهم لم يقضوا على الإيمان في النفوس، فكل ذلك لم يمنع الفارين من النجاح، ولا النازحين من حلم العودة، ولا الباقين من الصمود رغم آلام البقاء، بل ازداد المؤمنون قوة، فالإيمان باق وإن سقطت الحجارة.
حول تفريغ الوطن من بنيه، ووضع مسيحيي الموصل الحالي، ودرجة الأمان هناك، وإعمار الكنائس التي خربها داعش، وردود أفعال المسلمين في الموصل تجاه سلوك داعش قبل وبعد تحرير الموصل.. حول كل هذا أجرت وطني من العراق هذا الحوار مع مطران الموصل..
نهنئكم بعيد الميلاد المجيد، ونتمنى لكم مزيداً من الأمن والأمان في ظل العمليات التي ما زالت تجرى لتحرير الموصل، ونود معرفة الوضع الحالي للمسيحيين في الموصل؟
أشكركم على اهتمامكم بمسيحيي الموصل، فوجودكم اليوم يمثل وجوداً للشعب المصري الأصيل في العراق. أما بعد فمسيحيو الموصل دفعوا ثمناً غالياً جداً، وربما من دفع الثمن الأكبر هم الأيزيديون، الذين كانوا في جبال سنجار وقسم كبير منهم كان في الموصل. اكتشفنا حجم بشاعة المذابح التي جرت ضد الأيزيديين والمسيحيين بعد خروج داعش من الساحل الأيسر في الموصل. تم تدمير مناطق واسعة، وجزء من الكنائس التي تم تدميرها كان بيد تنظيم الدولة الإسلامية داعش، والقسم الآخر تم تدميره أثناء تحرير الموصل للقضاء على ذيول داعش، من أجل سهولة القضاء على هذا التنظيم المرعب، الذي يعمل ليس فقط ضد المسيحية وإنما ضد البشرية.
اليوم المسيحية شبه منتهية في الموصل بسبب الفكر الداعشي الذي توغل فيها، والفكر السلفي الذي رفضته العديد من العائلات المسلمة، لأن أول من دفع ثمناً كبيراً لظهور تنظيم الدولة الإسلامية هو الإسلام نفسه، فكثير من العوائل المسلمة، سبيت بناتهم وذبح أبناؤهم لرفضهم الانتماء لـداعش.
كانت أعداد المجتمع المسيحي في الموصل في عام 2003 تقدر بحوالي خمسة وثلاثين ألف نسمة، طبقاً للمطران شمعون مطران الموصل سابقاً، وانخفض العدد بشكل مأساوي إلى حوالي ثلاثة آلاف، هذا التصريح كان في عام 2014, حينما سقطت الموصل في يد داعش.. ما هي أعداد المسيحيين الأن بعد التحرير مقارنة بما كانت عليه قبل ظهور داعش؟
لا يوجد حالياً إحصاء محدد لأعداد المسيحيين في العراق، لكن يمكننا القول بالتقريب: إنهم كانوا حوالي ربع مليون، لكن اليوم تراجعت الأعداد بشكل مخيف، حتى إنه لا يوجد في الموصل، سوى حوالي ستين عائلة في متوسط عدد الأفراد أربعة لكل عائلة - أي ٢٤٠ شخص، وهناك موظفين يعملون في مؤسسات الحكومة يأتون صباحاً ويعودون مساء من أربيل كردستان وإلى الموصل لكنهم لا يقيمون وعددهم حوالي ألف شخص.
تم تحرير الموصل في يوليو ٢٠١٧، لماذا لم يعد المسيحيون إلى الموصل رغم تحرير جزء ليس بقليل منها؟
كثير من المسيحيين فقدوا الثقة، فمعظم من تم إجبارهم في الموصل بشكل أو بأخر على الانتماء إلى داعش، واليوم لم تكن هناك أرضية أمنية، لا يمكن للخائفين العودة، فحينما دخل داعش حاملاً لمسلمي الموصل الخلاص من أوضاع سياسية مرفوضة لديهم، هللوا له، ووزعوا الحلوى فرحاً بالتنظيم، وانضموا إليه، وانتمى عدد من السنة إلى داعش، لكن بعد أشهر قليلة اكتشفوا أن هذا التنظيم يعمل ضدهم أيضا، إذ أجبرهم على وضع الخمار على الوجوه والامتناع عن التزين، والاتشاح بملابس خاصة، وإلى آخره من الأمور التي يعلمها الجميع، وهو ما أساء إلى سكان الموصل المسلمين أيضا.
أما المسيحيون فلم يبق منهم أحد، فتم تخييرهم بين الخروج من الموصل وترك بيوتهم وأملاكهم، أو أن يقتلوا على يد التنظيم، أو أن يقبلوا تغيير دينهم من المسيحية إلى الإسلام.
وبالرغم من ذلك طلب جزء من المسيحيين دفع الجزية كما يقول القرآن، لكن لم يرض أعضاء التنظيم، وحينما خرج المسيحيون، وضع التنظيم نقاط تفتيش خارج الحدود وسبوا من سبوه واستولوا على الممتلكات، ولم يخرج الناس بأي شيء، فلم يتركوا لهم سوى ملابسهم التي على أجسادهم، لذلك تصعب العودة على كثيرين.
ما هو حجم الدمار في الموصل؟
الموصل ينقسم إلى ساحلين: الأيمن، وهو منطقة قديمة بالموصل جميع سكانها من المسيحيين، وتم تدميره بالكامل حيث نسفوا فيه الأديرة والكنائس وأهمها دير مار إيليا الذي ينتمي للقرن الرابع الميلادي، و14كنيسة وديراً تم تدمير 95% منه، كما تم تحويل الكنائس إلى حقول تعذيب وسجون فكنيستنا الأساسية تحولت إلى دار حسبة أي محكمة لمن لا ينتمون إلى نفس الفكر الداعشي، وجزء منها تحول إلى سجن، وفي كنيستي نزعوا المذبح المقدس، ووضعوا مكانه حبل المشنقة، ووجدنا مشنقتين في الكنيسة، الأولى محل الهيكل، إذ دمروا المذبح ونصبوا المشنقة، والأخرى في قاعة الفنون بالكنيسة، لمعاقبة من يخرج عن أفكارهم المعاقة عن أي إيمان مغاير وأي فن يرقى بالنفس.
أما الساحل الأيسر فتم تدمير حوالي 50% منه ولكن للأسف اكتشفنا دمارًا من نوع خاص بعد تحرير جزء من الموصل، دمارًا في النفوس، فحينما دحروا، للأسف نهب ناس من أهالي المنطقة والكنائس أيضا، واكتشفنا وجود كثير من الدواعش بعد سنة من التحرير، أي منذ شهور قليلة، ويوجد من يمدهم بالطعام والمؤن، ممن ينتمون لأفكارهم ولا يعلنون.
هذا يعني أن الموصل لم تتحرر بشكل كامل كما يشاع.. وأن الساحل الأيسر فقط هو ما تحرر!!
تم تدمير حوالي 50% من الساحل الأيسر ومن كنائسه، لكن لايزال هناك دواعش في الساحل الأيمن، ومناطق غير آمنة.
ما هي الجهات التي قامت بالتحرير؟
عدة جهات حكومية وميلشيات تم تكوينها من أجل هذا الهدف.
سمعنا أن الحكومة العراقية أمدت القوات الآشورية المسيحية بالسلاح لتحرر أماكنها، ما صحة هذه المعلومة؟
معلومة خاطئة تماماً، إنها دعاية سوداء لوضع مسيحيي الموصل في مأزق مع بقية مكونات الشعب العراقي، وهناك نوايا مبيتة لخلق التناحر والتهييج لفئة ضد فئة، ولكن حقيقة الأمر هي التكاتف الرائع بين كل القوات المسيحيون وغير المسيحيين، كلهم أبناء العراق، وطوال الوقت، وفي كل الحروب كان المسيحيون يذهبون مع إخوانهم المسلمين للدفاع عن العراق، وأسوأ شيء هو ما يمكن أن يفكر فيه البعض من تكوين تكتلات، لأنه من الضروري -اليوم- أن يعود جيش العراق لهيبته، ويدافع الكل عن أرضه وليس عن مذهبه، لتتقدم المواطنة قبل الفئوية المبنية على الهوية المذهبية.
تم افتتاح عدد من الكنائس منذ أيام بعد إعادة إعمارها، فما هي الانطباعات في ظل غياب المسيحيين؟
تم افتتاح كنيسة ماربولس ، وكنيسة البشارة وهي أول كنيسة بنيت من هيكل قديم استخدم في التهجير في أربيل أعادوا بناءه مرة أخرى في الموصل وهي كنيسة اللاتين أو كنيسة الآباء الدومنيكان، وتعرف كذلك شعبياً بـكنيسة الساعة، هي كنيسة كاثوليكية تقع في حي الساعة بمدينة الموصل، وتعتبر إحدى أشهر كنائس الموصل، وأحد المعالم المميزة للمدينة.. قام تنظيم داعش بتفخيخها وتدميرها بالكامل في 25 أبريل سنة 2016، واليوم صارت لؤلؤة جميلة أعجبت كل من جاءوا للاحتفال بها من كل مكان في العراق، في الافتتاحية بعد الإعمار.
من سيصلي في الكنيسة إذا كان الشعب غير موجود؟ وما أهمية الافتتاح ووجود زوار، بينما لا يوجد شعب للصلاة، فالكنائس مشيدة للصلاة؟!
راح يرجع.. سيعود المسيحيون تدريجياً، إذا تيقنوا من توافر الأمان والاطمئنان، أكيد لن يعودوا مائة بالمائة، فمعظمهم صاروا خارج العراق تماماً، وكثيرون استقروا في دول أخرى ومنهم من نزح إلى كردستان كمحطة انتقالية بين الموصل وبغداد وبين الخارج. اعترف أن الرجوع خجول وقليل بسبب فقدان الثقة وانعدام تكافؤ الفرص بين المسيحيين والمسلمين في الوظائف فلدينا كثير من الشباب والشابات يحملون المؤهلات ولا يتم تعيينهم بالدولة، فداخل القوانين لا يوجد تمييز لكن في التطبيق يميزون، لأن فكر داعش موجود ضمنياً في عقول ونفوس كثيرين في العراق، داعش ليس باللحي ولا بالملابس وإنما بالأفكار الأصولية التي تقصي وجود الآخر، كما أن هناك اعتداء سافراً وواضحاً على حقوق المسيحيين في العراق..
انظروا إلى الانتفاضة الكبيرة للشباب في ساحة التحرير في بغداد، إنها انتفاضة مواطنة وليست للدين ولا للهوية المذهبية، هذا من أجل إرساء المواطنة.
إذا كان الوضع هكذا، فهل يؤثر ذلك على إعمار الكنائس؟ وهل توجد خطة زمنية للإعمار وإعادة التراث المسيحي أو ما تبقى منه؟
إعادة البناء ليست سهلة وتستغرق وقتاً طويلاً، إنهم هدموا الكنائس والبيوت لكنهم لم يهدموا الإيمان ونحن نبني بالإيمان، الأولوية لدينا هي البشر وليس الحجر، فاليوم إيمان مسيحيي العراق أقوى مما كان عليه قبل ظهور داعش، الذي تسبب في انفتاح الفكر لدى عدد كبير من شباب العراق، الذي يرفض الطائفية الأن سواء في الموصل أو بغداد أو في كل العراق. صار الناس يتجهون نحو العلمنة فالدين لله والوطن للشعب، وأنا أفضل شخصاً يعبد الحجر عن شخص يدعي أنه يؤمن بالله ثم يذبح أخاه الإنسان باسم هذا الإله، الدين حرية شخصية بينما المواطنة احترام حقوق الآخرين.
من المسئول مالياً عن إعادة إعمار الكنائس في العراق؟
أبناء الكنيسة في الداخل والخارج، ومنظمات دولية، لأن الكنيسة في العراق صارت فقيرة جداً وهناك دول أجنبية متعددة تشارك في الترميمات ليس للكنائس فقط وإنما للمساجد أيضا حيث تم ترميم جامع النوري وهو مسجد أثري ضخم.
هل ترى أن هناك مخططاً لتفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين؟
من الناحية السياسية، لا أحد يعلم على وجه اليقين، لكن من الناحية العملية هذا ما يحدث فعلياً ويبدو كمبادرة لتفريغ المنطقة، لكن لماذا؟ لا أحد يعلم تحديداً، وأنا على يقين أن الشرق الأوسط لن يفرغ من مسيحييه أبداً، فالمسيحية موجودة هنا منذ ألفي عام وستبقى إلى الأبد.. وبقدر ما توجد حبوب جيدة ستعطي ثمارًا جيدة، والإيمان يعرف من ثماره، أخبرني ماذا تفعل أقل لك ما هو إيمانك، لذلك يجب أن تتضامن البشرية ضد الفكر السلفي، الذي هو حجر الزاوية القائم عليه الفكر الداعشي، جميعنا ننزف نفس الدم ونبكي نفس الدموع، لكن حينما تتعصب الديانة وتتقوقع على ذاتها، وتضع نفسها خيراً من الآخرين حينذاك تبدأ الكارثة.. يجب أن يحارب الجميع هذا الفكر، على مستويين: أولا مستوى العمل كإخوة في البشرية. وثانياً العمل على ثقافة الانفتاح، وقبول الآخر، ففي الأسرة الواحدة، لا يوجد طفلان متشابهان تماماً فكم بالأحرى في العالم، وإذا لم نقبل اختلافنا كأخوة في الخليقة لا يمكن أن نتطور فالإختلاف غني، لا يمكن أن نخلق عالماً أحادي اللون، كما يريده الفكر السلفي، وبقدر تعدد الألوان تصبح اللوحة رائعة.
هل ترى الفكر السلفي الجهادي جزءًا من فكر داعش؟
الحقيقة أنت تتساءلين كما يتساءل البعض هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة، الحقيقة كلها حقيقة واحدة فأي اعتقاد يقصي الأخر أو يكفره أو يقتله باسم الله هو داعشي، فداعش صار صفة وليس تنظيماً، اليوم نحن ننتمي للبشرية ثم ننتمي للأديان.
من هنا أطلق دعوة للجميع في مصر والعراق والعالم كله، للانفتاح على الآخر واكتشافه، لأن الجهل هو بداية الحقبة المظلمة للإنسانية، فحينما نجهل الأخر نحيا في الظلام، وحينما نكتشف الآخر نغتني، ونعيش في النور، ونحن كمسيحيين نؤمن بأننا أبناء النور، لأننا نقبل الآخر كما هو دون شروط، أكيد في القرون الوسطى كانت هناك أيضا مذابح، لكن لا يوجد نص إنجيلي واحد يقول - في العهد الجديد - أقتل الأخر إذا لم يصبح مسيحياً لذلك فإن المسيح إله السلام، ورب السلام، وأتمنى أن يكتشف الجميع إله المحبة والسلام.
ما الدعوة التي توجهها للنازحين من العراق للدول الأخرى؟
أقول لهم: هنيئا لكم، وابقوا حيثما تكونون، وحيثما أنتم لأنكم بذور طيبة ورسل للمسيح أينما كنتم، أعطوا ثمارًا جيدة أينما وجدتم.
ألا تدعوهم للعودة بالرغم من أن الوطن يتم تفريغه من أبنائه؟
لم ولن يفرغ الوطن، إنهم رسل المسيح، الذي قال اذهبوا إلى العالم أجمع، اتركوا الناس تعيش السلام، فالبشرية منذ بدايتها قامت على الهجرة والتهجير، وحينما ولد المسيح هرب من وجه هيرودس وصار نازحاً مهجراً، لكن مشكلتنا أن هيرودس لايزال حياً في وطننا العربي، بسبب فكر داعش، وبقدر ما استمر إقصاء الآخر وإهانته وتكفيره وقتله بناء على هويته الدينية، استمر هيرودس حياً.
أطلق عليك لقب منقذ الكنوز لحمايتك للتراث المسيحي عند هجوم داعش على الموصل فما قصة إنقاذ مخطوطات التراث المسيحي؟
المنقذ الحقيقي هو الرب، فلم أكن وحدي، لكن كان هناك العشرات ممن أنقذوا التراث خلال عشرة أيام فقط، لا أعرف كيف فعلناها، فحينما وصلتنا أخبار وصول أعضاء التنظيم بالقرب من الموصل، وتحديداً قبل الهجوم الكبير، على سهل نينوى، وضعنا آلاف المخطوطات في سيارة كبيرة مع لوحات فنية ومقتنيات ثمينة، وذهبنا إلى كردستان، شمال العراق، التي استقبلت المسيحيين وحافظت على تراثنا، ووضعنا التراث كله في مركز ترقيم المخطوطات الشرقية بأربيل، وتمكننا من ترقيم ثمانية آلاف مخطوطة بينها كلدانية وآشورية وأرمينية الموجودة في الكنائس حتى ما تعرض منها للرطوبة والضرر أصلحناه، ودربنا نازحين وجامعيين مسيحيين ومسلمين خسروا وظائفهم حين فروا من منازلهم، دربناهم على حفظ هذا التراث الإنساني وحمايته، وقمنا بتصوير عشرات الآلاف من المستندات لأرشيف الكنائس، ويتم ترميمها حالياً وتصويرها ووضعها في مكتبة كبرى على شبكة الإنترنت، ولن نعيدها إلى الموصل حتى يعود الأمان بالكامل، فالتراث مثل الطفل، لن يستطع إنقاذ نفسه بنفسه، وجذورنا في ذلك التراث، والشجرة بدون جذور لا يمكن أن تنمو، وطالما ظلت ذيول داعش، سيظل الخوف على تراثنا، لأن داعش هو العدو اللدود للثقافة والتاريخ، لذلك أراد تدمير التاريخ، ودمر الثيران المجنحة، وتماثيل بوذا، لأنه يريد محو كل الماضي.
من هو مطران الموصل
المطران ميخائيل نجيب ميخائيل, (63 عاما)، عمل في بداية حياته في الحفر في قطاع النفط، وصار رجل دين في الرابعة والعشرين من عمره، في رهبنة الدومينيكان، حصل على درجة الدكتوراه، وظل يعمل في حقل التنوير الكنسي، إلى أن صار منقذًا للتراث المسيحي العراقي في 2014 وتم تنصيبه رئيساً لأساقفة الموصل للمسيحيين الكلدان، وغادر في أغسطس 2014 من بلدة قرقوش المسيحية الواقعة على بعد 30 كيلومترًا إلى شرق الموصل، عند حلول الظلام، فيما كان الجهاديون على أبواب قرقوش، حيث قام بتكديس مخطوطات نادرة وكتب تعود إلى القرن السادس عشر ووثائق غير منشورة في سيارته وتوجه بها إلى إقليم كردستان المجاور، وبالتعاون مع رجلي دين آخرين من رهبنة الدومينيكان.