من أجمل الكلمات التي يمكن للإنسان أن يخاطب بها الله هي نشكرك. وحسب تقليد كنيستنا, فإن هذه العبارة هي المقدمة التعبدية التي نفتتح بها صلواتنا في كل المناسبات, بعد أن نتلو الصلاة الربانية.
يا الله, إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي, يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء, لكي أبصر قوتك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك. لأن رحمتك أفضل من الحياة. شفتاي تسبحانك. هكذا أباركك في حياتي. باسمك أرفع يدي. كما من شحم ودسم تشبع نفسي, وبشفتي الابتهاج يسبحك فمي. إذا ذكرتك علي فراشي, في السهد ألهج بك, لأنك كنت عونا لي, وبظل جناحيك أبتهج. التصقت نفسي بك. يمينك تعضدني. أما الذين هم للتهلكة يطلبون نفسي, فيدخلون في أسافل الأرض. يدفعون إلي يدي السيف. يكونون نصيبا لبنات آوي. أما الملك فيفرح بالله. يفتخر كل من يحلف به, لأن أفواه المتكلمين بالكذب تسد (مز63).
العضد هو الساعد وهي تعني Support us فالسيد المسيح صلب علي الصليب وهو فاتح ذراعيه, لكي ما يذكرنا دائما أنه يعضدنا, ومعلمنا داود النبي يرنم قائلا: التصقت نفسي بك. يمينك تعضدني (مز63:8), وكلمة التصقت هنا تمثل كل أوجه العبادة التي نتعلمها في كنيستنا مثل: الصلاة في الأجبية.. أو حضور القداسات.. أو ممارسة الأسرار.. أو.. إلخ, وكل هذا يمثل أشكال من الالتصاق بالله.
فئات من البشر يعضدها الله:
إن الله عندما يعضد البشر يعضدهم بأشكالا كثيرة, وسنتأمل هنا في أربع فئات من البشر الله يعضدها وهم: الفئات الضعيفة جسديا, والفئات الضعيفة اجتماعيا, والفئات الضعيفة روحيا, والأبرار والصديقون.
أولا: الفئات الضعيفة جسديا:
هناك بعض البشر لهم ضعف جسدي معين, سواء كان هذا الضعف مرضا جسديا.. أو نفسيا.. أو مرضا صعبا أو سهلا.. أو مرضا عابرا.. أو مرضا مزمنا.. إلخ.
ويقول الكتاب: طوبي للذي ينظر إلي المسكين. في يوم الشر ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحييه. يغتبط في الأرض, ولا يسلمه إلي مرام أعدائه. الرب يعضده وهو علي فراش الضعف. مهدت مضجعه كله في مرضه (مز41:1-3).
وكلمة يعضده تعني يسنده, فقد يحتار الأطباء في علاج شخص ما, وفجأة ينال هذا المريض الشفاء بطريقة معجزية!! أو قد يتوقع الأطباء استمرار المرض لمدة طويلة, ولكن الله يتمجد وينال المريض الشفاء سريعا بخلاف كل توقعات العلم!!
فمثلا في العهد القديم, نقرأ عن حزقيا النبي الذي كان ملكا علي يهوذا, فيقول عنه الكتاب: التصق بالرب ولم يحد عنه, بل حفظ وصاياه التي أمر بها الرب موسي (2مل18:6), ولكنه في أحد الأيام تعرض لمرض شديد جدا, كاد أن يودي بحياته!! ولأن حزقيا كان ملكا صالحا, وصاحب أعمال جيدة في مملكته, وأيضا كان لديه رغبة ملحة في أن يخدم الله أكثر وأكثر, لهذا وقف وصلي أمام الله قائلا: آه يارب, اذكر كيف سرت أمامك بالأمانة وبقلب سليم, وفعلت الحسن في عينيك, وبكي حزقيا بكاء عظيما (2مل20:3).
وهنا عضده الله, ولم يخرج إشعياء النبي من المدينة حتي أمره الرب بالعودة إلي حزقيا, ليعلمه أنه سيشفيه ويزيد علي عمره 15 عاما!!
قال الرب.. قد سمعت صلاتك. قد رأيت دموعك. هأنذا أشفيك. في اليوم الثالث تصعد إلي بيت الرب. وأزيد علي أيامك خمس عشرة سنة (2مل20:5-6), لقد أعطي الله حزقيا الملك الفرصة لكي ما يخدمه أكثر, كما اشتاق.