هل يمكن أن توجد علاقة بين الإيحاء وإقامة الموتي؟
00 إن الإيحاء لا علاقة له بالمجانين والمصروعين
الإيحاء لا علاقة له بإخراج الروح النجس.. ولا علاقة له أيضا بالطبيعة كالبحر والرياح والشجر
ولا يمكن أن ينطبق علي شفاء الغائب وعمليات الخلق, لايمكن أن تتم بالإيحاء
سؤال:
ما رأي قداستكم في عبارة أن معجزات المسيح تمت بالإيحاء؟
الجواب:
الإيحاء هو تأثير علي النفس والفكر لتقتنع بشئ ما ولكن:
1- هل يمكن أن توجد علاقة بين الإيحاء وإقامة الموتي ممكن لشخص أن يوحي إلي إنسان حي, ويؤثر علي نفسيته وفكره, أما بالنسبة إلي الميت, فالتأثير معدوم, وقد أقام السيد المسيح بعض الموتي مثل ابنة يايرسمر5:41-42 وابن أرملة نايينلو7:11-17 ولعازريو11:17-44 وكلها طبعا بعيدة عن الإيحاء. ابن الأرملة أقامه المسيح, وهو محمول في نعش في الطريق ولعازر أقامه بعد أربعة أيام وهو في القبر وسط المعزين,فهل الايحاء شمل المعزين والمشيعين جميعهم؟! أم دخل إلي الميت في قبره أو في نعشه.
2- نقطة أخري وهي أن الإيحاء لا علاقة له بالمجانين والمصروعين.
كيف توحي إلي عقل إنسان مجنون لايتحكم في تفكيره ومشاعره؟! أو مصروع تتحكم فيه الشياطين؟! وقد شفي المسيح مجانين كثيرين: مثل المجنون الأعمي الأخرس الذي صار سليما من كل أمراضهمتي12:22 ومثل مجنون كورة الجرجسيين الذي كان هائجا جدا لدرجة أنهم كانوا يربطونه بسلاسل.. وكان تصرعه فرقة من الشياطينلجيئونلو8:29-32 هل يمكن الإيحاء لإنسان مثل هذا.
3- كذلك الإيحاء لا علاقة له بإخراج الروح النجس, فالروح النجس لا توحي إليه.. وأمامنا مثل عجيب للروح النجس الذي كان في رجل وكان يصيح فانتهره السيد المسيح قائلا:اخرس واخرج منه فخرج وتحير الناسلأنه بسلطان يأمر حتي الأرواح النجسة فتطيعهمر1:25-27.
أي إيحاء هنا؟ وكانت تلك المعجزة في مجمع كفر ناحوم,وأمام كل الناس منه الشيطان وتكلم, فتعجب الجموع قائلينلم يظهر قط مثل هذا في إسرائيل متي9:32-33.
وفي معجزة شفاء أخري,انتهر السيد المسيح الروح النجس قائلا:أيها الروح النجس الأصم, أنا أمرك أخرج منه ولا تدخله أيضامر9:27,25, فشفي الرجل من تلك الساعةمتي17:18
4- الإيحاء أيضا لا علاقة له بالطبيعة البحر والرياح والشجر.
فإن كان ممكنا الإيحاء إلي كائنات عاقلة, فلا يمكن مطلقا أن يوحي أحد إلي كائنات لا حياة لها ولا تعقل, شجرة التين التي تمثل الرياء التي لعنها السيد المسيح وقال:لا يأكل أحد منك ثمرا إلي الأبدمر11:14 فيبست في الحالمتي21:19 هل يبست بالإيحاء؟ والبحر الذي أهاجت الريح أمواجه فغطت السفينةمتي8:24 يقول الكتاب أن المسيحقام وانتهر الريح وقال للبحر أسكت وأبكم فسكت الرياح وصار هدوء عظيممر4:39هل هنا إيحاء؟أم هذا سلطان علي الطبيعة.
فليأت أعظم علماء النفس في العالم لكي يسكتوا بحرا هائجا بالإيحاء ويمكننا أن نضم إلي معجزات الطبيعة معجزات صيد السمك, المعجزة الأولي مع بطرس الرسول قبل دعوته وقد سهر الليل كله ولم يصطد شيئا, ولكن بكلمة المسيح ظل الصيد يتزايد حتي امتلأت السفينتان سمكا وكادتا تغرقان من كثرة الكميةلو5:1-7 والمعجزة الثانية بعد القيامةيو21:10-14, وطبعا لم يحدث بالإيحاء إلي السمك أن حضر دفعة واحدة بعد كلمة المسيح.
5- الإيحاء أيضا لايمكن أن ينطبق في شفاء الغائب
لقد شفي المسيح ابنة المرأة الكنعانية بطلب أمها.. وهذه الابنة في البيت لم تتعرض لإيحاء من أحد,قال له المجد للمرأة الكنعنانية اذهبي قد خرج الشيطان من ابنتك فذهبت إلي بيتها ووجدت الشيطان قد خرج من ابنتها مر7:29. وبنفس لوضع قال السيد لخادم الملكاذهب ابنك حييو4:50 فتعافي من تلك الساعة وكان في بيته ولم ير المسيح ولم يتعرض لإيحاء. وبالمثل شفاء غلام قائد المائة ذهب إلي بيته بعد كلمة السيد المسيح فوجد غلامه قد برئ في تلك الساعةمتي8:13.
6- كذلك عمليات الخلق لايمكن أن تتم بالإيحاء فإشباع أربعة آلاف غير النساء والأطفال من سبع خبزات وقليل من السمكمتي15:32-38 لايمكن أن يكون بالإيحاء علما بأنه فاضت من الكسر سبعة سلال مملوءة هنا مادة جديدة قد خلقت لم تكن موجودة, كذلك معجزة إشباع خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال من خمس خبزات وسمكتين من المحال أن يتم هذا بالإيحاء وحتي لو شعروا كلهم أنهم قد شبعوا بالإيحاء كيف يفضل عنهم من الخمس خبزات اثنتا عشرة قفة مملوءةمتي14:20 من أين جاءت هذه الكمية إلا بمعجزة خلق وليس بإيحاء.
ونفس الوضع في معجزة إبصار المولود أعمي.
خلق له المسيح عينين, وهذا لايمكن أن يتم بالإيحاء وبخاصة أن الطريقة التي استخدمها معه المسيح لا توحي بهذا بل بالعكس وضع في عينيه طينا, الأمر الذي يمكن أن يعمي البصير,ثم أمره أن يغتسل في بركة سلواميو9:7,6 وما أسهل أن هذا الاغتسال يزيل الطين؟ أن يثبت في حدقة عينه بأنسجة وأعصاب وما كان ممكنا أن الطين في عيني الرجل بوحي له بالإبصار..!
وبنفس المنطق معجزة تحويل الماء خمرا.. لقد خلق مادة لم تكن موجودة, لأن الماء ليست فيه مركبات الخمر وفعل ذلك بدون أية عملية,قال هم املأوا الأجران,ثم قال لهم استقوا وتمت معجزة الخلق بمجرد مشيئته ولا يوجد هنا إيحاء, لأن المدعوين الذين شربوا ما كانوا يعلمون عن هذا الأمر شيئا الذين رأوا ونفذوا هم الخدام وليس أحد من المدعوين فأين الإيحاء إذن؟
7- كذلك شفاء العاهات الثابتة لايمكن أن يتم بالإيحاء
لايمكن بالإيحاء أن يبصر أعمي, أو تنبت رجل لأعرج ولايمكن بالإيحاء أن يشفي أخرس أو أبكم أوأصم, وقد أجري السيد المسيح كثيرا من أمثال هذه المعجزات فمن جهة شفاء العميان شفي بارتيماوس الأعميمر10:52 ومعه آخرمتي 20:34 وشفاء أعمي في بيت صيدامر8:22-26 ومجنون كان أعمي وأخرس متي12:22 وشفاء أعميينمتي9:27-31.
ومن جهة للصم والخرس: انظرمز31:37,متي9:32-33,لو19:42 والأمثلة كثيرة ويمكن أن نضم إليها أبراء أذن ملخس عبد رئيس الكهنة بعد أن قطعها أحدهم بالسيف لو33:51,50.