وكان قديسو الميلاد, متنوعين من جهة عملهم.
كان منهم الكاهن مثل زكريا, وتبعه في ذلك ابنه يوحنا
وكان هناك النجار مثل يوسف, من سبط يهوذا ليس من الكهنوت أما سمعان الشيخ فكان من علماء اللاهوت أو علماء الكتاب.
والمجوس كانوا من رجال الفلك, وهم غير الرعاة في عملهم.
وحنة بنت فنوئيل كانت نبية, وكانت عابدة, والعذراء كانت عابدة وأليصابات كانت تخدم بيتها ست بيت.
والقداسة شملت الكل.. لا يهم السن ولا نوع العمل.
كل إنسان له نصيب في الرب: النجار مثل عالم اللاهوت مثل الكاهن والنبية مثل سن البيت وعالم الفلك مثل راعي الغنم… لقد جاء السيد المسيح للكل. وكل إنسان له رجاء في المسيح بغض النظر عن سنه وعن عمله.
كذلك كان قديسو الميلاد متنوعين من جهة الزواج.
فهناك قديسون متزوجون عاصروا قصة الميلاد وبركته, مثل زكريا الكاهن وزوجته أليصابات. وكانت هناك الأرملة مثل حنة النبية (لو 2:37). ولا شك أن سمعان الشيخ كان أرملا أيضا وفي قديسي الميلاد نري أيضا المتبتلين مثل السيدة العذراء, ويوحنا المعمدان, ونري المخطوبين مثل العذراء ويوسف النجار (لو 1:37).
في صورة واحدة اجتمع المتزملون والمخطوبون والبتوليون كلهم لهم نصيب في الرب, ونصيب في حياة القداسة والتمتع بالمسيح.
الناس يتنازعون قائلين أيهم أفضل؟ ونحن نقول: الكل لهم نصيب في المسيح المهم في نقاوة القلب.
وفي قصة الميلاد, نري المرأة والرجل.
نري قديسات نساء, مثل العذراء, وأليصابات, وحنة النبية.
ونري قديسين رجالا مثل يوسف النجار, وزكريا الكاهن, وسمعان الشيخ…
الكل اجتمعوا معا في الفرحة بميلاد الرب, لأن المسيح قد جاء للكل…
كذلك نري في قصة الميلاد فقراء وأغنياء.
المجوس كانوا أغنياء, لأنهم قدموا هدايا من ذهب.. ويوسف النجار كان فقيرا, وكذلك كانت السيدة العذراء التي لم تجد مكانا تضع فيه مولودها, فولدته في مذود بقر… وقد اجتمع الغني والفقير معا في قصة الميلاد, لأن الرب يحتضن الكل. وكل إنسان له نصيب فيه جاءت البشارة للرعاة البسطاء, كما لهيرودس الملك أيضا (مت 2:3).
وبنفس الوضع نجد في الميلاد أنواعا من الناس.
نجد العمل, والتوحد: العمل ممثلا في الرعاة الذين كانوا يسهرون في حراسات الليل علي أغنامهم, وظهر لهم الملاك يبشرهم بالميلاد, والتوحد كان ممثلا في حنة النبية التي كانت عاكفة علي عبادتها في الهيكل, وسبحت الله علي ميلاد المسيح (لو 2:38).
وفي قصة الميلاد, كما نري اليهود, نري الأمم أيضا يمثلهم المجوس, نري الصغير والكبير, العلماني والكاهن, العابد والخادم, النبي والإنسان العادي, المرأة والرجل… الكل معا في فرحة البشرية بالميلاد.
وفي الفرحة بالميلاد اشترك الملائكة مع البشر.
ملائكة بشروا بالميلاد, ميلاد المسيح المخلص للكل, وميلاد سابقه يوحنا المعمدان الذي يهيئ الطريق قدامه وجمهور من الجند السماوي ظهروا مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي, وعلي الأرض السلام, وفي الناس المسرة (لو2: 13ـ14).
وقصة الميلاد تعطي رجاء في اللقاء مع المسيح.
سواء في الطفولة أو في الشيخوخة والكهولة.
يوحنا المعمدان التقي الرب, وارتكض بابتهاج نحوه, وهو بعد جنين في بطن أمه (لو 1:44) والعذراء مريم التقت به في شبابها وزكريا وأليصابات التقيا به وهما شيخان متقدمان في الأيام, وكذلك حنة النبية, وسمعان الشيخ التقي به في سن الكهولة, وهو أكثر من 200 سنة عمرا. ولكن له رجاء في هذا اللقاء إذ أوحي إليه أنه لا يري الموت قبل أن يري المسيح الرب (لو 2:26).
وكان في قصة الميلاد رجاء حتي للعاقر.
وتمثل ذلك في أليصابات التي كانت عاقرا (لو 1:36). ومع ذلك أعطاها الله ابنا في شيخوختها. وكان ابنها أعظم من نبي, بل لم تلد النساء من هو أعظم منه (مت 11:11).
وأعطي المسيح فرصة للكل أن يروه.
سواء الغرباء أو الأقارب: الغرباء مثل المجوس والرعاة. والأقارب مثل أليصايات نسيبة العذراء (لو 1:36), ويوسف قريبها.. أعطي فرصة لليهود والأمم.
كل أنواع الناس وجدت لها نصيبا في المسيح الذي جاء ليعطي رجاء للكل.. حتي إن كنت لم تبصر المسيح طوال عمرك, ستراه ولو في كهولتك مثل سمعان الشيخ. وحينئذ تقول الآن يارب تطلق عبدك بسلام, لأن عيني قد أبصرتا خلاصك (لو 2:29ـ30).
وكما أعطي المسيح بميلاده رجاء للكل, كذلك قدس كل شيء.