كم مرة كتبنا عن سارة أسامة فايز؟مرات عديدة علي مدار سنوات تخطت العقد الكامل, هذه الفتاة ذات الخمسة عشر ربيعا, صباح الثلاثاء الماضي, وبعد مراسلة وزير التعليم العالي والبحث العلمي خالد عبد الغفار والقائم بمهام وزير الصحة, نالت سارة اهتماما كبيرا, لكن لم يخل الأمر من مضايقات صغار المسئولين الذين ضغنت قلوبهم كما لو كانت سارة تشكوهم شخصيا أوليك العالمين في التأمين الصحي عرضوا سارة علي لجنة فحص, وكانت النتيجة استبعادها من العلاج في الخارج, وأيضا عدم احتياجها للجراحة في مصر, أي أن التأمين الصحي نفض يديه من حالة سارة-تحتفظوطني بنسخة من التقرير-وقرر إغلاق ملفها للأبد.
للتذكرة بحالة سارة لابد أن نعرف أنها فتاة عمرها 15سنة حاليا, تعاني منذ عشر سنوات من شلل في المثانة, وأجرت جراحة, لضبط المثانة, فأصيبت بفشل كلوي بالكلية اليسري خلال خمسة أشهر من أجراء الجراحة, صارت تحيا بالقسطرة, يتم تفريغ البول عن طريقها كل أربعة ساعات, ويتم تركيبها وتغييرها في قصر العيني, ولأن المصائب لا تأتي فرادي قرر القدر إيداعها في معصرة القهر, حدثت كارثة, وبدلا من أن تضع الممرضة القسطرة في فتحة التبول للطفلة وضعتها في فتحة المهبل, فتهتك غشاء بكارتها تماما نتيجة الجهل والإهمال, مزقوا الحاضر والمستقبل رفضت الأم رفع دعوي فحياة ابنتها أهم من بكارتها, لأنها كانت تحتاج للمستشفي بشكل دائم لتحافظ علي دورية تركيب القسطرة.
الطبيب المعالج لسارة قال:لا يوجد حل لها إلا في ألمانيا لتركيب مثانة صناعية, نسبة نجاح الجراحة 84% لكن تكلفتها قد تصل إلي مليون جنيه تقريبا-كان ذلك في عام2014, هذه الجراحات غير متوفرة في مصر, لأنها تحتاج إلي البقاء مفتوحة البطن عقب الجراحة لمدة خمسة عشر يوما في غرفة زجاجية لمتابعة ما يجري الأمر متعلق باقتطاع جزء من القولون وتحويله لمثانة أو تركيب مثانة صناعية لذلك يجب متابعة تركيب وتوصيلات الحوالب حتي نطمئن لنجاح الجراحة تماما وإنقاذ الطفلة, الطبيب المعالج حاليا سامي الأسقف.
اعتقدنا أن الحل في يد التأمين الصحي فسارة تلميذة وتغطيها نفقات هيئة التأمين الصحي, لكن التأمين بعد أن رفض منحها خطابا مكتوبت فيه جملة واحدة فقطلا علاج لها بالداخل قرر أيضا أنه لاينصح بإجراء الجراحة في الداخل, تلك العبارة التي تمكننا من استخراج فيزا السفر لألمانيا وتتحمل الدولة المصرية نفقات الجراحة في المستشفي الألماني. خرجت سارة بعد الفحص الأخير منهارة نفسيا جاءت لي أخرجت من حقيبتها أنبوبا طويلا وأشارت إليه باكية قائلة :كان نفسي أعيش طبيعية إزاي أقدر أكمل عمري كله شايلة أنبوبة أدخلها في مثانتي كل ست ساعات إزاي أقدر أعيش بالتهابات لاتنتهي, ووجع دائم وشعور فظيع بأني لازم أستخدم أنبوبة ولغاية أمتي هاعيش كده؟ نفسي أبقي زي باقي البنات ساعدوني أعمل العملية, الدكتور سامي الأسقف قال إن قدامي سنة ولازم أعملها لما أتم 16سنة.
وها نحن نبدأ التحدي الأقوي لباب افتح قلبك لإرسال سارة للعلاج في الخارج أمامنا عام كامل, يبدأ الآن لنقوم بمهمة صعبة كان علي التأمين الصحي القيام بها لكنه لم يفعل.