تحت شعارلانملك سوي أرض واحدة, أطلقت الأمم المتحدة دعوة للتكاتف لمداواة البيئة مما لحق بها من أضرار أدت إلي تغير المناخ الكارثي, وهو الخط الذي تسير عليه الدولة المصرية منذ سنوات, بالرغم من ذلك نجد عدة مشاهد محزنة, تقفز إلي السطح تزامنا مع الدعوة وبحلول يوم البيئة العالمي لهذا العام وهي:
المشهد الأول
وزيرة البيئة د. ياسمين فؤاد تحتفل بيوم البيئة العالمي في محافظة الوادي الجديد, التي تبعد عن القاهرة حوالي 600كم, في اختيار غير موفق للمكان, ولا يتسق مع الدعوة لحوار وطني وتكاتف مجتمعي, وفي غياب الإعلام الوطنيالقومي والحر والمعارض والاكتفاء بالتليفزيون مع تغييب ممثل وكالة أنباء الشرق الأوسط الوكالة الرسمية للدولة, وبعد تغييب ممثلي الصحافة المقروءة في مصر عن حضور اليوم العالمي للبيئة, اكتفي المكتب الإعلامي بإرسال نشرة تحركات د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة, مع مجموعة صور تذكارية غير مهتم بدور الإعلام كجسر للتواصل بين صناع القرار وبين الجمهور, هذا الجسر لا يشيده المسئولون ولا تنتصب أعمدته بنشرات تحركات الوزراء, وإنما تشيده الثقة ونشر الحقائق التي يقف الصحفي شاهد عيان عليها, وليس مسجلا صامتا لما يملي عليه عبر موظفي مكاتب إعلام الوزارة. فيا سيادة الوزيرة إن أخبار البيئة ليست صوبة زجاجية ممنوع الاقتراب منها والوجبة التي يقوم الصحفي بتقديمها للجمهور هي نتاج لرؤية موضوعية خاصة بضمير ووجدان صاحب القلم الحر, ولا تنبع من رؤية المسئول, فالمسئول-أي مسئول- ما يعنيه في المقام الأول هو نشر الخبر الإيجابي عن نشاطه لكن أصحاب الأقلام ليسوا جزءا من تلك التقارير لأن للإعلام دورا رقابيا لا تمليه إلا مصداقيته وضميره المهني, لإجابة الناس عن سبب ما يعانوه من قحط وتلوث واختناق.
المشهد الثاني
محاكمة برلمانية لوزيرة البيئة, خلال جلسة برلمان ضمت 57 طلب إحاطة و4 مناقشات و3 أسئلة, ضد الوزيرة عن تزايد الملوثات الهوائية والبلدية والنيلية, والصناعية, وصل الأمر خلال الإحاطة إلي أن قال النائب عبد المنعم إمام نصا:أحب أشكر معالي وزيرة البيئة علي النموذج غير المسبوق في تنمية إهمال السياسات, فوزارة البيئة غير موجودة ولا تفعل شيئا علي
الإطلاق إلا البيانات التي نشرت منها 116 بيانا عبر ثلاثة أشهر علي موقع الوزارة, منها مائة منشورا يخص ندوات وبيانات و15 منشور فقط عن شغل حقيقي علي الأرض!! وبالرغم من ذلك أرسل مكتب إعلام الوزيرة ردها علي نواب البرلمان الذين يمثلون الشعب المصري باعتباره استعراضا لإنجازات الوزيرة أمام البرلمان مع تجاهل تام لإحاطات النواب .
المشهد الثالث
وهو الأقدم تاريخيا هو إعلان الوزيرة من مدينة شرم الشيخ في نهاية مارس الماضي انطلاق حوار إجراءات مواجهة تغير المناخ مضت ثلاثة أشهر ولم نسمع عن أية فعاليات لحوار الوزارة في أي مكان, ذلك الحوار الذي كان ينبغي أن يتحول إلي خيوط عنكبوتية تربط المحافظات ببعضها البعض قبل حلول قمة المناخ في نوفمبر المقبل, لكن لم يحدث وها نحن ولا استطعنا تحرير أخبار البيئة من صوبة زجاج الوزيرة ولا حققنا حلم الحوار.