تناول يوسف سيدهم رئيس التحرير في مقاله للعدد الماضي قضية مهمة تشغل فكر واهتمام فئة عريضة من المجتمع خاصة الشباب منهم, وهي قضية تحول تطبيق الفيس بوك إلي تطبيق ميتا فيرس وهو تحول تكنولوجي كبير للغاية يجعل مستخدميه ليسوا فقط متواصلين مع أقرانهم حول العالم وإنما يسمح لهم بالمشاركة في كثير من الفاعليات وكذلك زيارة الكثير من الأماكن والتواجد فيها من خلال عالم افتراضي وتقنيات تكنولوجية حديث.
جاء مقال رئيس التحرير متناولا هذه القضية وشارحا مفرداتها وعارضا لآثارها علي المجتمع والعلاقات الإنسانية وما سيسفر عنها من آثار سلبية علي أفراد الأسرة الواحدة ويخلق مزيدا من العزلة بينهم.. وبين هذا وذاك تأرجح تقييم هذا التطور المهول في عالم تطبيقات التواصل الاجتماعي ما بين الانبهار والهلع.
ولكن عندما يكون الهلع من التطور الطبيعي لهذه التكنولوجيا المستحدثة والتي لا ينكر أحدنا جوانبها الإيجابية الكثيرة والمتعددة حيث تعظم استفادتنا منها جميعا منذ زمن قريب خلال انتشار وباء كورونا علي سبيل المثال, والآن ينتظر العالم كله هذا التطور الهائل الذي من شأنه أن يفتح المجال والآفاق لأجيال كثيرة في التجول حول العالم وحضور فاعليات ثقافية أو فنية أو اجتماعية أو رياضية أو غيرها بالقطع سوف تكون مدعاة لزيادة واتساع مدارك الشباب وزيادة ثقافتهم واتساع آفاقهم وطموحاتهم وكذلك تبادل الخبرات فيما بينهم من أقصي الأرض إلي أقصاها دون تحمل تكاليف ومشقة السفر.
فالعبرة هنا لا تكمن فيما آلت إليه هذه التطبيقات من تطور عاد علينا بالسلب في بعض الجوانب الإنسانية أو المجتمعية وإنما العبرة تكمن فينا نحن كيف ندرك المغزي الحقيقي من هذه التكنولوجيا للاستفادة منها وجعلها أداة لترك آثار إيجابية علي جميع جوانب حياتنا دعونا نضرب المثل بالسكين تستطيع أن نستخدمه كأداة من أدوات المطبخ لتسهيل حياتنا أو نستخدمه كسلاح للقتل وإيذاء الآخرين مما يعني أن أي شيء في حياتنا له وجهين وكل منا يختار الوجه الأنسب له فلا عيب في التقدم التكنولوجي عموما وإنما العيب فينا نحن.. لذا يتحتم علينا فتح جميع الآفاق لهذا التطور التكنولوجي السريع في العالم الافتراضي والعمل علي زيادة وعي الشعوب لعدم الانغماس فيه بل استخدامه الاستخدام الأمثل للاستفادة منه واستغلاله في خلق عالم حقيقي أفضل كثيرا.