مقال مؤسس وطني الأستاذ الراحل أنطون سيدهم الذي كتب عام 1993 والذي يعاد نشره هذا الأسبوع تحت عنوان البابا شنودة الثالث الكلي الاحترام والقداسة أثار في داخلي ذكري عزيزة إلي نفسي تعود إلي بدايات انضمامي لأسرة وطني وتعد باكورة إسهاماتي الصحفية علي صفحاتها.. ولا تتعجبوا.. فأنا ابنة وطني المسلمة المحجبة طلبت من الأستاذ يوسف سيدهم رئيس التحرير أن أجري حوارا مع نيافة الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة ورحب سيدهم علي الفور فكانت لي تجربة عميقة أعتز بها مع من أطلق عليه أبا كلي المحبة والورع لذا أردت أن أنقل لكم شعوري الكامن بداخلي عن هذه التجربة الثرية في حياتي المهنية.
علق ذلك اللقاء بذاكرتي وصرت دائمة الحديث عنه والفخر به لما انتابني من سعادة تخللت حديثي مع نيافته فضلا عن حسن اللقاء ورشاقة القول حيث شعرت أنني لا أتحدث مع رجل دين فقط وإنما مع رجل مثقف واسع الاطلاع يتمتع بثقافة متفردة ومتنوعة في كل مجالات الحياة الأمر الذي دفعني أن أنهل من علمه وثقافته وآرائه الحكيمة لكي أقدمها للقارئ في وجبة صحفية متميزة.
لا أبالغ عندما أتحدث عن حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي لمسته من نيافته ومن خادمات الدير اللاتي قدمن لي شيكولاته لازالت حلاوة مذاقها تداعب لساني وأكلتها وأنا أشعر أنني أتبارك بها الأمر.
ونظرا لظروف طارئة منعت الزميل المصور الذي كان من المفترض أن يكون بصحبتي عند إجراء ذلك اللقاء من الحضور حرصت علي أن أذهب في ميعادي وأن أجري الحوار حتي ولو بدون مصور, وكان الغريب والجميل في الأمر أنني شرحت تلك الملابسات لنيافة الأنبا بسنتي ما كان منه إلا أن بمنتهي الرقة ودون أن يشعرني بالحرج بتوفير مصور سجل بكاميرته وحرفيته ذلك اللقاء العذب بمجموعة من اللقطات التي طالما ستدعيتها وأنا أتصفح دفتر ذكرياتي المهنية وأجد فيها صحفية في بداية مشوارها الصحفي تحاور قيمة وقامة من طراز رفيع ورجل دين من طراز نادر وأبا كلي المحبة والورع.