مصر لم ولن تخلو من النماذج المضيئة التي لعبت دورا وطنيا مهما ورائدا كأم كلثوم وتحية كاريوكا وغيرهما ولاشك أن نفس المرحلة كانت تضم فنانين لم يقدموا علي أي دور وطني رغم شهرتهم وانتشارهم ومن بين هؤلاء رشدي أباظة وأحمد رمزي مثلا….
هذه فقرة استوفقتني في مقال كاتبنا الأستاذ محمود دوير المنشور هذا العدد ولم أستطع فهم مقصد الكاتب منها..هل قصد منها تسليط الضوء علي الدور الوطني الذي لعبه عدد من الفنانين أو الفنانات خلال حقبة زمنية معينة؟أم كان يقصد وضع غيرهم ممن لم يقوموا بنفس الدورالوطني -علي حد تعبيره-محل الانتقاد والتشكيك في وطنيتهم.
إنه عندما ذكر أمثلة لأولئك الذين لم يكن لهم إسهام وطني أشار إلي اثنين من عمالقة السينما المصرية بل والعربية أيضارشدي أباظة وأحمد رمزي اللذين قدما أعمالا فنية رفيعة المستوي ومن طراز نادر ساهمت في تشكيل وجدان ووعي المجتمع المصري, أعمال فنية تمثل جزءا لايستهان به من ذاكرة السينما المصرية حيث قدما أفلاما سينمائية كانت مرآة عاكسة لمشاكل وهموم المجتمع أعمال نفتخر بها جميعا ودور فني راق ترك بصمة وضعتهما ضمن عمالقة الفن السابع وأبطال زمن الفن الجميل.
بالرغم من ذلك إلا أن كاتبنا الأستاذ محمود دوير لايري في كل هذا دورا وطنيا وحصر الدور الوطني من وجهة نظره فيما يوصف بالإسهام في المجهود الحربي خلال حقبة زمنية معينة بما حملته من ظروف ومعطيات خاصة ومحددة وهو ما أشار إليه في الحديث عن الدور الوطني لأم كلثوم وتحية كاريوكا وغيرهما كثيرات من الفنانات اللاتي كانت لهن إسهامات وطنية وتضحيات عظيمة لصالح مصر.
فالحديث عن أم كلثوم وماقدمته من أعمال وطنية تتمثل في إقامة حفلات لدعم مصر في الداخل والخارج…بالفعل كان هذا عملا وطنيا مضيئا في تاريخ أم كلثوم لكنه لم ولن ينتقص من قدر وقيمة ومكانة أي فنان آخر لم يخط نفس الخطي, لأن كل فنان وإسهامه الوطني يقدر بقدر عطائه الفني ودوره في تشكيل وعي المجتمع والارتقاء به ومن هنا يستحق أكبر وسام وطني يحفر في قلوب الناس ويسجله التاريخ بحروف من ذهب.