لم التقي بها كثيرا ولم أعرفها عن قرب, ولكني فقط التقيت بها عدة مرات في مناسبات متفرقة وفي كل مرة كانت تترك لدي ذات الانطباع فكانت السيدة أميرة رقيقة بشوشة تستطيع بسهولة أن تحتل مكانها في قلوب الآخرين وتدخل قلبك بدون استئذان.
وكان زوجها المهندس يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدةوطني دائم الحديث عنها وعن رحلة الكفاح التي جمعت بينهما حتي يضرب بكثير من المواقف والصعاب التي مرا بها مثلا يحتذي به لأجيال جديدة في أمس الحاجة لأن تتعرف علي مثل هذه التجارب ممن سبقوهم في مشوار الحياة لتأخذ خلاصة الخبرة والتجربة ويتجسد أمامها القدوة والمثل الأعلي.
وكان أجمل ما يميز هذا الأحاديث هي الابتسامة التي لاتفارق وجه السيد رئيس التحرير والضحكات التي كنا نتبادلها معه وهو يحكي عن نوادر يخشي فيها الزوج غضب زوجته فيتخلي فيها عن سلطاته ومناصبه لتصبح الزوجة هي رئيس تحرير حياته ذاتها, لتمر الحياة الزوجية بصفو وسلام.
وبالرغم من أنها لم تأت الجريدة كثيرا إلا إنها كانت حاضرة دوما بين أبناء أسرة وطني من خلال هذه الأحاديث والروايات التي كان يرويها سيدهم بفخر وإعزاز واعتزاز فكانت دائما هي بطلة رواياته لدرجة تجعلك تشعر أنك تعرفها جيدا منذ زمن بعيد أو ترغب في التعرف عليها بشدة, فكانت السيدة أميرة الغائبة بجسدها الحاضرة بسيرتها الطيبة.
هي رحلت, ولكنها تركت سيرتها العطرة عند كل محبيها وكل من التقي بها ولو لمرة واحدة, رحلت.. لكنها ستظل الغائب الحاضر.. رحلت.. بعد أن أدت رسالتها في هذه الحياة علي أكمل وجه فكانت خير معين لرفيق حياتها وخير أم لابنتها التي وصفتها وهي تنعيها بكلمات رقيقة مؤثرة عبرت فيها عن فقدنها لأم وصديقة فكانت كلماتها بمثابة إكليل يتوج رحلة أم عظيمة.