روع المجتمع المصري بحادثة الذبح التي وقعت منذ أيام بالإسماعيلية عندما استسهل المجرم أن يذبح غريمه من باب الانتقام بفصل رأسه عن جسده. وإمعانا في التمثيل بالضحية راح يتجول ممسكا برأسه وذلك علي مرأي ومسمع من العشرات بل المئات بالشوارع دون أن يحرك أحد ساكنا!!
أين الخلل!!
المشهد البشع غريب علي مجتمعنا من حيث جرأة الفعل الإجرامي والتمثيل بالجثة مهما كانت الدوافع والأسباب.
لماذا أقدم القاتل المجرم علي اقتراف جريمته بهذه الكيفية الجديدة علي مجتمعنا؟!.. تساؤلات عديدة لابد أن تجد إجابات شافية وإلا فلننتظر الأسوأ.
بداية كيف تحرك القاتل بكل سهولة دون أن يعترضه أحد من الشرطة أو المارة؟!
في الدول المتقدمة.. يحكم الشارع البوليس السري وليس رجل الشرطة بزيه المعروف. فضلا عن التواجد شبه الدائم وفي مختلف المواقع. وإن تم استدعاء النجدة يتم توجيه أقرب دورية لتصل في بضع دقائق.
ولسطوة القانون يلتزم المواطنون وتمضي حياة الناس في يسر وانسيابية.. فلماذا لا نحاكي من سبقونا نجاحا وتقدما؟
يشير معظم الخبراء ومعهم رجل الشارع إلي أن السبب الرئيسي الذي ربما يكون دفع القاتل لكي يقترف جريمته البشعة هو أفلام العنف غير المبرر والبلطجة التي سرت بالآونة الأخيرة كالنار في الهشيم!
وهنا نتساءل: أين وزارة الثقافة من تصدير مثل هذه الأفلام, وتنقل حكايات من أحياء العشش والصفيح؟!
مصر تتغير للأفضل خلال السنوات الأخيرة. ولا أحد يستشهد بالتطوير الحاصل ونقل أحياء بأكملها من العشوائيات بكل ما تمثله من تدن علي كافة مستويات المعيشة, إلي أحياء راقية تليق بالبشر.
هل تتنبه وزارة الثقافة لهذا التهاون في عرض مشاهد البلطجة عبر حبكة فنية سينمائية وسيناريوهات تغذي عقل وفكر المواطن البسيط. والنتيجة ما شاهدناه في الإسماعيلية؟!
نستطيع أن نقطع أن هناك تغييرا كبيرا طرأ علي الشخصية وهي الشخصية التي صورتها النصوص والرسوم الفرعونية وتتمحور حول الحياة البسيطة وأفعال الخير وإدراك معني الموت وذكر الموتي والثواب والعقاب..
وفي جريمة الإسماعيلية لا وازع من أي صنف يتحلي به المجرم القاتل.. فمن أين جاء بتكوينه الفكري والوجداني الشاذ علي ثقافتنا ومجتمعنا؟!
هل نشهد وقفة جادة من الوزارات المعنية بما جري بما فيها المؤسسات الدينية المسئولة عن إيقاظ الضمير الإنساني.. نتمني حتي لا يقع ما هو أبشع وأقسي.