الهزيمة علمتنا الانتصار, ومن فرط النوح أيقنا غلاوة الابتسام, أما قسوة الواقع فلقنتنا كيف تبدو روعة الأحلام, فاختبأنا في الرجاء حينما ضربت الاقدار بمآسيها النفوس البائسة, اختبأنا ولففنا رهبة المجهول, ووضعناها في يد القدير, لذلك عدنا بذات الرجاء, لنكتب مرة أخري عن أحلام التي نشرنا عنها قبل أسبوعين.
أحلام التي تكاد تفقد بصرها, بعد أن أصيبت بسحابة زرقاء في العين, هي سيدة في الثلاثينات من عمرها, ربة منزل, ولديها ابنتان ,الصغري في الثالثة من عمرها والكبري تخطت التسع سنوات بشهور, متزوجة بموظف, والأسرة مستورة, فراتب الزوج مع معاش والدته التي تحيا معه, يحميهم بدرجة ما من سؤال الناس عن المساعدة لكن الطوارئ لا تخضع للحماية الزجاجية, فلكل منا جدار حماية, البعض جداره من ورق, والبعض من طين, والآخر من زجاج, وقلة تتمتع بجدر حماية من الفولاذ, وكثيرون في ركن الحياة بلا جدار.
هكذا كتبنا المرة السابقة وكنا علي يقين أن أحلام سوف تحصد تعاطفا شديدا, لكنني لا أعلم لماذا لم نتمكن من جمع مبلغ الجراحة المطلوبة لأحلام,جمعنا تقريبا نصف تكلفة الجراحة, ويتبقي النصف الآخر, ومازالت أحلام معلقة بين الأمل واليأس ومازلت متعلقة بالرجاء الذي لا يفني لأنه لم يفن من قبل كلما نادينا السماء,أمطرت فوق رؤوسنا لآلئ الرحمة والحب, ها نحن نسرد قصة للمرة الثانية راجين أن نجمع ما تبقي من المبلغ لإجراء الجراحة.
أحلام تحتاج لترقيع قرنية نافذ ويجب إجراء الجراحة بشكل عاجل, تبلغ التكلفة خمسين ألف جنيه, تنازل الطبيب عن أتعابه, فصارت التكلفة 38 ألفا جمعنا منها حتي الآن عشرين ألفا, مازال المبلغ صادما في خضم المسئوليات التي تطوق عنقافتح قلبك ما بين شهريات تفتح عشرات البيوت وعلاج شهري منتظم للعشرات وإتمام زيجات الفتيات كيف يمكن توفير المبلغ الإضافي بعيدا عن تلك المسئوليات الشهرية؟
إنها المعادلة التي أقف أمامها كل أربعة أسابيع عاجزة بينما تحلها أياديكم في كل مرة بلا منازع, يقين خارج منافسة الشك لم يخذلني ولا مرة واحدة, أن الله واقف جاهز للاستناد إليه عبر رسائلكم ومعونتكم,لكن الطوارئ ينبغي معها أن أعيد النشر لننقذ المحتاجين سريعا.
لذلك نكرر ما قاله زوج أحلام ذلك الرجل البسيط حينما التقيت به في الجريدة مفضفصا:عمري 39سنة, أعمل مشرفا للعمال في إحدي الشركات المتعثرة ماليا, أتقاضي نصف راتبي, الذي لا يتعدي إجماليه 2600جنيه, وأضيف إليه معاش والدتي التي تحيا معي وقدره 900جنيه, فالمطلوب منا أن نحيا أنا وزوجتي وابنتانا ووالدتي بـ3500جنيه, ندفع منها تكلفة الإيجار والمياه والكهرباء والتعليم والعلاج والمعيشة, عشنا هكذا بالفعل فضلا عن علاجي الدائم الذي تصل تكلفته إلي 900جنيه شهريا يتحمل العمل نصفها حتي الآن, وهو ما يشجعني علي الاستمرار في موقعي بالشركة رغم أنها تمنحني نصف راتبي.
منذ عامين تعرضت لحادث طريق وأجريت علي أثره جراحة في ساقي اليمني تطلبت تركيب شريحة و8مسامير, بعدها لم أعد كما كنت, والدتي تعاني من الضغط والسكر والآن زوجتي تتعرض لكارثة إنسانية وأنا عاجز عن إنقاذها فالبصر أغلي كنز عند أي إنسان.
لست متقاعسا أن أواصل الليل بالنهار لجمع مبلغ الجراحة لزوجتي, لكنني مصاب بعيب خلقي في أحد شرايين القلب, وغير قادر علي الالتحاق بأي عمل شاق أو إضافي بسبب حالتي الصحية, ومهما حاولت كيف أجمع هذا المبلغ؟
لا أريد مالا ولا مساعدات, أريد فقط أن يتولي أي شخص إجراء الجراحة لزوجتي.
مصير بصر أحلام تحت أبصاركم الآن وعيونها أمانة في أعناقكم وأنتم أهل لها.