أنطون سيدهم.. ومشوار وطني
أنطون سيدهم.. والقضايا الاقتصادية
كان الله في عون الحكومة في هذه السنة القاسية, لقد زادت أعباؤها وكثرت, إن مشكلة المشاكل هي تصعيد الإرهابيين لهجومهم علي الأهداف المتعددة وازدياد اعتداءاتهم علي ضباط ورجال الأمن, وبعد أن تصاعدت في الاعتداء علي السياحة والسائحين, وما سببته من ضحايات كثيرين من رجال الشرطة ثم تطورت هذه الاعتداءات فشملت الأهالي الآمنين الغلابة والتي بدأت في مقهي ميدان التحرير ثم حي القللي, وهو حي شعبي يسكنه فقراء القوم, فاعتداءاتهم المباشرة باستعمال الأسلحة الآلية, واعتداءاتهم غير المباشرة باستعمال القنابل والعبوات الناسفة, أودت بأرواح الكثيرين, وسببت للحكومة ارتباكا شديدا وخصوصا أن هذه الاعتداءات أخذت أشكالا مختلفة وشملت القطر من أقصاه إلي أقصاه فآنا بالصعيد حيث الاثار والسائحين وآنا بالعاصمة, إنه كفاح قاس علي الحكومة بمحاولتها السيطرة علي الأمن واحتواء هذه الاعتداءات والقضاء علي الإرهاب, ومن يقومون بكل هذه الجرائم أولاد لنا غرر بهم زبانية دول أجنبية تبغي الإضرار بشعب مصر الهادئ الآمن, بأفكار خاطئة ومبادائ كاذبة, وقع فيها من يقترفون هذه الجرائم, وضد أهلهم ومواطنيهم أنهم حقا مسلوبون الإرادة.
إن محاولات الحكومة في السيطرة علي ارتفاع الأسعار لم تنجح, وها هي الأسعار في ارتفاع مستمر حتي أصبحت لا تطاق وأصبحت تكاليف المعيشة أكبر بكثير من دخول الطبقات المتوسطة, ومعني الطبقات المتوسطة هي التي لا تقل دخولها عن ثمانمائة جنيه مصري شهريا, وهؤلاء يجدون الأمرين في تغطية متطلباتهم الضرورية من مأكل ومشرب وعلاج ومصاريف المدارس ولوازمها, أما باقي ملابس العائلة, ففي القديم منها الكفاية, ومن تقل دخولهم عن هذا المبلع فلا أدري كيف يعيشون كان الله في عونهم, لقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا كبيرا, وهذا الارتفاع مستمر يوما بعد آخر, فلا تذكر أسعار اللحوم فقد بلغت أرقاما فلكية واستغني عنها الغالبية العظمي من الشعب المصري, كما أن البقول كالفول والعدس والفاصوليا وخلافها والتي كانت زهيدة الثمن, فهي اليوم تعتبر أثمانها عبئا ثقيلا علي الكثيرين, لقد أصبحت الحياة قاسية وثقيلة علي أغلب الشعب المصري المثقل, كل هذا بسبب السياسات الاقتصادية السابقة الفاشلة, وأخيرا خضعت الحكومة لتنفيذ إصلاحات صندوق النقد الدولي العنيفة الباترة, والتي نرجو أن تنتهي آثارها المؤلمة هذا العام كما وعدتنا الحكومة.
إن أزمة الزيادة الكبيرة في المواليد بالرغم من محاولات الحكومة المستمرة وعلي مدي السنوات الماضية لإقناع الشعب بالإقلال من الإنجاب فلم تأت إلا بنتائج غير محسوسة, إن أزمة الزيادة المستمرة في عدد السكان تجعل الحكومة في حيص بيص, إذ يلزم زيادة المستورد من المواد الغذائية باضطراد وكذا المدارس والمدرسين, والعلاج المجاني, ثم زيادة فرص العمل لتستوعب هذه الأعداد الغفيرة من الشباب الذين يزيدون سنة بعد أخري, وكل هذه النتائج عويصة الحل وتسبب صداعا للحكومة.
حقيقة أن الحكومة الآن تسير في الطريق السليم بحلول مدروسة وبعزيمة صادقة, وفقها الله للوصول إلي حل هذه الألغاز الصعبة, وإنقاذ البلاد من نتائجها الوخيمة.
أما الشعب فليساعده الله علي تحمل أعبائه الثقال.