أنطون سيدهم.. وقضايا التعليم
نشر بتاريخ 1987/6/12
أثناء العام الدراسي الماضي, قام السيد وزير التربية والتعليم السابق, بإصدار قراره بتعديل الإجازة الأسبوعية للمدارس التي تعطل الدراسة بها يومي الجمعة والأحد, وجعلها الجمعة والسبت.. وقد إثار هذا القرار أولياء أمور طلبة هذه المدارس, من أقباط ومسلمين, إذ أغلبهم من التجار ورجال الأعمال الذين تتعطل أعمالهم يوم الأحد, فيجتمعون بأولادهم, ويلتئم شمل الأسرة في هذا اليوم, فيرعي الآباء الأبناء ويتعرفون علي متاعبهم ومشاكلهم, ويعملون علي حلها ومعالجتها, وقد كتبنا في هذا الوقت, معارضين لهذا القرار طالبين إلغائه, كما كتب الكثير من الآباء علي صفحات الجرائد المختلفة, معبرين عن استيائهم من هذا القرار المدارس التي بها أماكن العبادة المسيحية فقط, وتاركا باقي المدارس تحت ظلم القرار الجديد.
بعد تولي الدكتور فتحي سرور وزارة التربية والتعليم.. تم لقاء بيننا, وشرحنا له الموقف, وما فيه من إيذاء لشعور أقباط مصر, ومتاعب لجميع المواطنين الذين التحق أبناؤهم بهذه المدارس, علما بأن الأصل في أجازة هذه المدارس هو يوم الأحد, ثم تعدلت الأجازة الأسبوعية بجعلها الجمعة والأحد, وكان هذا عدلا وحقا, أرضي الجميع, ثم جاء القرار بإلغاء أجازة الأحد وجعلها السبت, ولا ندري ما الحكمة في هذا, فالسبت هو يوم العبادة لليهود, والجمعة يوم العبادة للمسلمين بينما الأحد يوم العبادة للمسيحيين, ولما كان سكان مصر هم من المسلمين والمسيحيين, فإن تحديد الأجازة الأسبوعية بيومي الجمعة والأحد هو عمل طبيعي يرضي جميع المصريين.. أم أن الوزارة قامت بهذا التعديل ارضاء لإسرائيل؟.. لا أدري ما السبب الذي كان وراء هذا الإجراء الذي أذي شعور المسحيين.. كل هذا شرحناه للدكتور فتحي سرور وزير التربية والتعليم, وقد لاقينا منه الروح الطيبة, والتفهم العميق والمحبة القلبية, ووافقنا علي فكرنا, ولكنه رأي أن يعدل القرار علي مرحلتين.. الأولي: أن تصبح اجازة المدارس المملوكة لجمعيات مسيحية يومي الجمعة والأحد, وفعلا تم تنفيذ ذلك… والمرحلة الثانية: أن ترجع الحالة إلي ما كانت عليها, وأن تعود المدارس التي كانت اجازتها الأسبوعية يومي الجمعة والأحد إلي ما كانت عليه, وقد قبلنا ذلك في وقتها شاكرين لسيادته تجاوبه مع الحق والعدالة.
ياسيادة الوزير.. الآن والأجازة السنوية للمدارس في منتصفها, ويمكن اجراء التغيير بدون أي ارتباكا أو متاعب, نرجوا أن تصدروا قراركم بإرجاع الحالة إلي ما كانت عليها في جميع المدارس التي كانت اجازتها الأسبوعية الجمعة والأحد, وبذلك تريحون نفوس آباء طلبة هذه المدارس مما يعانونه من عدم اجتماعهم الأسبوعي بأولادهم, ورعايتهم الرعاية الأبوية المثلي, كما تملون قلوب أخوانكم المسيحيين بالسلام والهدوء الذي افتقدوه طوال السنة الماضية.
إننا نعلم تماما عظم الأعباء والمتاعب التي تحملونها علي عاتقكم هذه الأيام, بسبب مشاكل التعليم, والجهود الشاقة المضنية التي تقومون بها لتعديل مساره, والتخطيط لإصلاحه ليتناسب مع احتياجات التنمية المرجوة لاقتصاديات مصر الصناعية والزراعية والإدارية, ولكننا نطمع في أن يعطي موضوع الأجازة الأسبوعية لهذه المدارس لفتة منكم لانهاء هذا المشكل الذي يسبب قلقا لنفوسنا وألما لمشاعرنا, وأنني لمتأكد أن اخواننا المسلمين يشاركونا هذا الشعور, ويضمون أصواتهم لصوتنا في هذا المطلب الملح.
***