مع أفراح عيد القيامة المجيد, نتذكر فداء الرب لنا, وقيامته المجيدة, وخلاصه الذي جهزه لنا بدمه القاني.. ومن بين لقاءات الرب مع تلاميذه بعد القيامة, حيث التقي الرب يسوع بتلميذي عمواس, فتبدل كل شيء:
1- فالعبوسة.. تحولت إلي فرح!
2- والانحدار.. تحول إلي صعود!
3- والشك.. تحول إلي يقين!
4- والهروب.. تحول إلي كرازة!
1- فرح:
* وهل هناك فرح.. خارج المسيح؟!
* فالمسيح يسوع هو ينبوع الفرح!
* بل هو الفرح!
* هو سلامنا (أف3:14)!
* لهذا فالإنسان المسيحي علامة مسيحيته حياة الفرح.. فهو يفرح في الرب كل حين, بل إنه يفرح حتي في آلامه.. كما يعلمنا القديس بولس الرسول: أفرح في آلامي (كو1:24).
* ذلك لأن الفرح المسيحي ليس هو الصخب والضجيج, بل هو السلام النفسي الرزين الرصين, الذي لا يتزعزع, وحتي إن اهتز, بحكم الظروف, والآلام, والمشاكل, وضيقات هذا الزمان, وحروب عدو الخير, وضعف الجسد, والأعصاب, فهذا إلي لحظات وجيزة, سرعان ما يعود المؤمن بعدها إلي الرب يسوع, ويستعيد سلامه المفقود, وفرحه الأكيد.
ولكن.. ماذا يفقدنا سلامنا؟
نفقد سلامنا لعدة أسباب:
1- إما خطية, أو كسر وصية, لأنه ليس سلام, قال إلهي, للأشرار (إش57:21).
2- وإما مشكلة أو ضيقة, أتت علينا, فآلمتنا..
3- وإما خوف, تسلط علينا من جهة: مكان أو إنسان أو موقف أو مستقبل..
4- وإما رغبة, غير محققة, أو طلبة غير مستجابة..
فهل يستطيع الرب أن يعيد إلينا سلامنا؟
* قطعا.. فالخطيئة ليس حلها إلا في المسيح, وهل يستحيل علي الرب شيء؟ (تك18:14).. غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله (لو18:27).
1- خطايا الماضي.. مغفورة بالتوبة.. من خلال دمه الطاهر.
2- خطايا الحاضر.. نتطهر منها بالشركة بدمه, في التناول والإفخارستيا.
3- خطايا المستقبل.. ننتصر عليها بروحه القدوس.. العامل فينا, وإن تعثرنا نقوم.. لأن باب التوبة مفتوح دائما.
2- اختبار شخصي
هذا ما عاشه تلميذا عمواس..
* فقاما في تلك الساعة ورجعا إلي أورشليم, (أي دون إبطاء ودون بقاء في عمواس).. وأما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق (لو24:33-35).
* نعم.. فطريق الخلاص الوحيد.. هو الاختبار الشخصي مع الرب يسوع, الفادي المحب.
* إذ لا قيمة لأي كلام أو معلومات دينية, دون أن يسندها اختبار شخصي داخلي, في حياة الإنسان, وسلوكه.. لأن أعمالك تظهرك..
* المؤمن هو الإنسان الذي رأي الرب, واختبره فاديا لحياته من: الخطيئة, والضيق, والخوف, والقلق.
* ثم اختبر حضوره الشخصي في داخل قلبه, ويومه, وظروفه, وأحس أن الرب هو رفيق الطريق, وصديق الحياة اليومية.
* وإنه الحاضر معنا كل يوم علي المائدة (عمانوئيل), والسامع الصامت لكل حديث, والمتكلم في قلوب أولاده. لهذا قال الكتاب: آمنت لذلك تكلمت!! (مز116:10).
* والإيمان ليس هو الإيمان النظري أو مجرد الكلمات..
* بل إيمان الاتحاد اليومي بالرب.
1- في اختبار متجدد..
2- وعشرة مستمرة..
3- وحضور حقيقي! إذ بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب11:6).
* * *
والآن يا أخي القارئ..
* ها قد تحول التلميذان إلي كارزين..
* وتبدلت أحوالهما..
1- من حزن.. إلي فرح!
2- ومن حيرة.. إلي يقين!
3- ومن عزلة.. إلي شركة!
4- ومن هبوط.. إلي صعود!
* فهل نحيا نحن يوميا.. هذا الاختبار المتجدد؟!
1- أن يرافقك الرب يسوع في طريق حياتك اليومية؟!
2- وأن يعمل الرب في أعماقك.. تطهيرا وتقديسا ونقاوة؟!
3- وأن يسكن الرب في داخلك.. حبا ومناجاة دائمة؟!
4- وأن يشبع الرب حياتك.. فلا تكون عبدا للزمان الحاضر بكل ما فيه من تراب, بل متساميا, ومرتفعا بالرب, الذي صار لك كنزا زمنيا وأبديا؟! ينفعك في الحاضر, ويشبعك في الأبدية السعيدة.
وكل عام وأنتم بخير..