* أيها الرعاة الساهرون… ما الذي أتي بكم إلي هذا المكان؟ ومن أخبركم بالميلاد البتولي؟
ـ نحن رعاة متبدون… نقضي أغلب أوقاتنا في البادية… نبحث عن المراعي… لنطعم قطعاننا المحبوبة!!
وفي ليلة لن ننساها… أضاء حولنا نور عظيم… فاضطربنا وارتعبنا… وإذا بملاك الرب يظهر داخل هذا النور… ببهاء شديد… وسلام وطيد… ويقول لنا:
لا تخافوا… فها أنا أبشركم بفرح عظيم… يكون لجميع الشعب… إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود.. مخلص هو المسيح الرب (لو 2: 10ـ11).
فأحسسنا بفرحة غامرة… فرحة الخلاص… وفرحة المخلص!!
لقد كان هذا اشتياقنا… واشتياق البشرية كلها…
صرخ من أجله أيوب: ليس بيننا من مصالح… يضع يده علي كلينا (أي 9:33).
وهتف من أجله إشعياء: ليتك تشق السموات وتنزل (أش 64:1).
وكانت هذه أيضا أشواق الأمم… حيث أضنتهم الخطيئة… ولم تشبعهم عبادة الأصنام!!
***
* لقد سمعت أنكم رأيتم كوكبة من الملائكة… ترنم ترنيمة جديدة… فما تفصيل ذلك؟
ـ لم تكن مجرد كوكبة… بل كان جمهور من الجند السماوي… مسبحين الله وقائلين المجد لله في الأعالي… وعلي الأرض السلام… وبالناس المسرة (لو 14, 2:13).
وبالفعل:
ظهر مجد الله في الأعالي… كما علمنا فيما بعد… نجم أشرق علي المجوس… وقادهم إلي الصبي فيما بعد… حيث قابلوه في بيت متواضع… وكان قد ترك المذود!!
وسجدوا له… وقدموا هدايا… ذهب الملك!! ولبان الكهنوت!! ومر الذبيحة!!
ومن السماء أيضا جاء النور… وصدحت جوقات الملائكة!!
بل من السماء أيضا جاءت النبوات… التي تحدثت عن كل تفاصيل المولود… من المهد إلي الصلب…
ومن الصلب إلي القيامة… ومن القيامة إلي الصعود!!
وهنا حل السلام علي الأرض…
سلام بين الله والبشر… وسلام بين اليهود والأمم… وسلام بين الجسد والروح… وسلام بين الإنسان وأخيه!!
وهكذا صار الله مسرورا بالبشر… حين رآهم يتعرفون علي وليد المذود… ويخلصون بدمه القاني!!
****
* طوباكم أيها الرعاة… ماذا وجد الطفل فيكم… ليدعوكم إلي مذوده المقدس؟
ليس فينا امتياز خاص… مجرد السهر الروحي… والحياة البسيطة المتواضعة… وإمكانية تقديم ذبائح محبة…
فنحن أناس فقراء… نسهر علي رعيتنا… وقد قدمنا للطفل الإلهي… بعضا من خرافنا ونعاجنا!!
* إذن, فيسوع للفقراء فقط؟!
ـ كلا… فيسوع هو مسيح العالم كله…
للفقراء والأغنياء… للبسطاء والحكماء… للكبار والصغار… للمجوس والرعاة…
يمكنك أن تقدم له ذهبا… أي أغلي ما عندك!! ويمكنك أن تقدم له لبانا… أي صلواتك وتسابيحك!!
ويمكنك أن تقدم له مرا… أي أتعابك وآلامك لأجل اسمه!!
إن وليد المذود… في غاية التواضع…
كلي المحبة… كلي الحكمة… كلي القدرة…
فتعال لكي تسجد معنا للمولود… وستكتشف فجأة… أن المولود سكن في أعماقك.. حبا وقداسة وفداء..
وحينئذ فقط.. يكون احتفالك بالميلاد… شبيها بزيارتنا للمذود..
الرب معك!! وكل عام وجميعكم بكل خير,,,