مع بداية العام الميلادي الجديد2020 نتذكر ميلاد رب المجد يسوع في مذود البقر,من عذراء قديسة فقيرة, هي العذراء مريم,وفي رعاية نجار بسيط هو القديس يوسف…
1-قال السيد المسيح بفمه الطاهر,في حديثه مع السامرية:الله روح(يو4:24).
2-وفي حديثه مع نيقوديموس,عن ضرورة أن يولد الإنسان من الماء والروح بالمعمودية,قال له الرب:المولود من الجسد جسد هو,والمولود من الروح هو روح (يو3:6).
3-وشبه إلهنا(الروح غير المحدود) بالريح!وقال لنيقوديموس:الريح تهب حيث تشاء,وتسمع صوتها,لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلي أين تذهب(يو3:8).
4-وحينما حل الروح القدس علي التلاميذ يوم الخمسين,وبينما كانوا في علية مارمرقس يصلون:صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت (أع2:2).
5-والإنسان نفسه مكون من جسد وروح! الجسد نراه ونلمسه ونمسكه…أما الروح فلا نراها ولا نسمعها ولا نمسكها!…فلماذا شبه الله نفسه بالريح؟!
أولا:تشبيه الروح بالريح:
هناك أوجه شبه كثيرة بين الله(الروح غير المحدود وغير المرئي),وبين الريح (التي لا يمكن للإنسان أن يحدها أو يراها أو يلمسها)…
1-الله الروح غير محدود…مالئ كل مكان:
والريح أيضا لايمكن للإنسان أن يحدها,كما يحدث في الأعاصير المتكررة التي تهب علي شواطئ أمريكا,ولا يستطيعون-رغم التقدم العلمي-أن يحدوا من حركتها,أو يتنبأوا بمسارها.إنهم يلمسون آثارها من بعيد,ويقيسون سرعتها بسرعة حركة الأشياء كأوراق الشجر التي تحركها,ويحسبون أنها ستصل إلي الشاطئ يوم كذا…دون أن يتمكنوا من تغيير مسارها أو التحكم فيها.فإن كان هذا أمر الريح المحدودة,فكم بالحري إلهنا الروح غير المحدود!!
2-الله روح لا يري:
والريح أيضا لاتري…إن ما نراه هو حركة الأشياء التي تكون في مهب الريح كالأتربة أو أوراق الشجر…لكن الريح نفسها لاتري!
أ-تماما كالكهرباء…لانراها في ذاتها,بل في آثارها وعملها حينما تحرك المروحة أو جهاز التكييف أو تضيء المصباح.
ب-أو كموجات التليفزيون…التي لانراها إلا حينما تكثف في صورة وصوت داخل الجهاز.
ج-أو كاتصالات الإنترنت…التي يستحيل أن نحسها بأيدينا أو نراها بأعيننا,إلا حينما تكثف في صور وكلمات وأصوات داخل الكمبيوتر!
3-الله روح يعطينا الحياة:
تماما كالريح التي تعطينا حياة الجسد,بسبب ما تحمله إلينا من أكسجين!والريح والأكسجين عطية الله لنا…فهو الذي يعطي حياة لأجسادنا!بل-وأكثر من ذلك-يحيي أرواحنا…وأكثر وأكثر…يعطينا الخلود والحياة الأبدية,بالقيامة من الأموات.
أ- الله هو الذي أعطي الحياة للإنسان!
ب- وهو الذي يأخذها من الإنسان…حين يموت!
ج- وهو الذي يعيدها إليها بالقيامة!
د- نحن لا نستطيع أن نري الله الروح,ولا أن نحده في عقولنا.
ثانيا:الله تجسد…كيف؟!
الموضوع بسيط جدا ومنطقي!!
هناك أشياء كثيرة مادية,لا نراها,ولا نلمسها,,ولا نستطيع أن ندركها بأفهامنا,أو نحتويها بسهولة,بينما هي موجودة وأكيدة…ومنها:
1-الجاذبية الأرضية:من منا يشك في وجود الجاذبية الأرضية؟!ولكن…هل يستطيع أحد أن يلمسها أو يراها؟!
2-الكهرباء:فلكي نعرف أن هناك تيار كهربائيا في السلك ,لابد أن يتجسد التيار أو قل يظهر التيار في السلك,من خلال عمله في تحريك مروحة,أو إضاءة مصباح,أو تشغيل ماكينة ساكنة!!
وكذلك إلهنا العظيم,المتعالي علي الأفهام,والذي لاتبصره عين,ولا يحده عقل,ولا تلمسه يد,هو موجود وفاعل,وأعماله تعطينا النسمة التي تحيينا,والطبيعة الساحرة التي تخلب ألبابنا!!
*نحن لا نري الله في جوهره,ولكننا نراه في أعماله!!تماما كما أننا لا نري الجاذبية الأرضية في ذاتها,وكذلك الكهرباء والموجات,وإن كنا نراها في آثارها!
تجسد وتأنس:
-نقول في القداس الإلهي :هذا الذي من الروح القدس ومن العذراء القديسة مريم تجسد وتأنس وعلمنا طرق الخلاص.
-وأيضا في قانون الإيمان:بالحقيقة نؤمن بإله واحد الله الآب…وابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا..الذي من الروح القدس,ومن العذراء القديسة مريم تجسد,وتأنس,وصلب عنا…وقام من الأموات…وصعد إلي السموات.
وهكذا تجسد الرب يسوع وأخذ شكل إنسان لكي يخلص الإنسان!ليتنا نحيا للرب,ليحيا الرب فينا.وكل عام وأنتم بخير.