أولا:إلهنا العظيم…حب عظيم!!
فالحب اللانهائي يتحقق من خلال محبوبين!!
لهذا خلقنا الله…لنتمتع بحبه اللانهائي, وليفرح هو بأن حبه أسعد آخرين…والحب لايكمل إلا بالفدية…بمعني أنه لاحب بدون عناء, وثمن, وتعب!!
لهذا فدانا رب المجد…لأن المحبة دليلها احتمال الألم من أجل المحبوب!!
لهذا تجسد..ولهذا ولد في مذود…من عذراء فقيرا…بل عاش متألما ومرفوضا من كثيرين…ثم أكمل حبه علي الصليب…امتدادا لحب المذود…ثم قام ليقيمنا معه…وصعد ليصعدنا معه…وجلس ممجدا في السموات…ليجلسنا معه في عرشه!!
ثانيا:إلهنا العظيم…ولد فقيرا
ففي مذود البقر, يقبع طفل صغير, مع أم فقيرة, وشيخ بار, ومجموعة من الحيوانات الأليفة, تحنو علي المولود العجيب, وترمقه من آن إلي آخر بنظرات الحب والسجود…
ولكن هذا المولود, عجيب في تجسده, فهو اللاهوت متحدا بالناسوت, في غير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.
1-ها ملائكة السماء,تمجده !!تبشر وتسبح بأناشيد النور والفرح.
2-والمجوس الحكماء, يقدمون له الهدايا:الذهب واللبان والمر!!ذات المدلولات اللاهوت والنبوية, والنجم يقودهم إلي بيت لحم, بعد أن يوقظوا أورشليم من غفلتها, ورؤساء الكهنة من سباتهم!!
3-والرعاة الساهرون, ينحرون أمامه ذبائح كانت رمزا له, لأنه الذبيح الأعظم, ويمجدون الله من أجل كل ما سمعوه ورأوه!!
4-وها سمعان الشيخ ينطق بكلمات عجيبة, الذي انتظره مئات السنين, تحقيقا للنبوة!!وها هو يتيقن من الميلاد العجيب,والعلامة الفادية والمخلص الذبيح!!
5-وها حنة النبية التي انتظرت الفادي 84 سنة في الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا وقدوقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم(لو2:38)!!
ثالثا: إلهنا العظيم…تجسد لأجلنا
وصار التجسد طريقا لخلاصنا:
1-من ظلمة الجهالة, حينما جاء المسيح معلما لنا,
2-من موت الخطية حينما فدانا علي خشبة الصليب.
3-من عزلة الإنسان, حينما اتحد بجسدنا, لنصير شركاء طبيعته الإلهية.
أخذ الذي لنا, وأعطانا الذي له…هكذا قال القديس أثناسيوس, لا لنصير آلهة, بل نبقي بشرا يسكن فينا الله كما تسكن الشمس في حجرة أو الهواء في صدر إنسان!!
أخي الحبيب…
يسوع ولد من أجلك,وجال يعلم ويصنع خيرا من أجلك, وصعد إلي الصليب من أجلك, وقام من أجلك, وهو الآن في السماء من أجلك, فأنت موضوع حبه, وسر انشغاله, وكل ما يشتاق إليه, أن تعود إليه, وأن تجدد عهودك معه فتشبع به, وتسعد به وتخلص به, وتحيا الأبدية معه!!هنا, وهنا فقط, يصير عيد ميلاد, عيد ميلادك أنت! كل عام وجميعكم بخير.