قام السيد المسيح بجسد نوراني ممجد, وكان يدخل والأبواب مغلقة, ويحل في وسط تلاميذه, معطيا إياهم السلام, ومرسلا إياهم للخدمة:جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: سلام لكم!. ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه, ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب. فقال لهم يسوع أيضا:سلام لكم! كما أرسلني الآب أرسلكم أنا(يو20:19-21).
ومع أن الجسد النوراني لايلمس, لأنه كطيف النور, إلا أن الرب تأكيدا للقيامة, كان يكسب هذا الجسد أبعادا حسية, بصفة مؤقتة ويدع التلاميذ يلمسونه ويأكل معهم ثم يعود إلي صورته الممجدة, التي صعد بها إلي السموات,تماما كما كان يظهر الملاك لإبراهيم أب الآباء في صورة رجل, ويأكل معه, ويعود إلي صورته الروحية الأصلية. ولاشك أن الرب. خالق الملائكة, والذي أعطاهم هذه الإمكانية, أن يأخذوا شكل إنسان ويأكلوا ويشربوا ويعودوا كما كانوا أرواحا, يمكنه بالطبع أن يأخذ الصورتين:النورانية والحسية, بالتبادل, لكي ما بصورته النورانية يؤكد لنا جسد القيامة النوراني, وبصورته الحسية يؤكد لنا أنه هو نفسه الذي كان معنا بالجسد ثم مات وقام.
نكون علي صورة جسد مجده:
هذه هي الكرامة الكبري, التي أعطاها مسيحنا القائم لتابعيه, أنهم سيتغيرون إلي تلك الصورة عينها, وسينالون يوم القيامة العامة جسدا نورانيا مماثلا للجسد الذي قام به رب المجد.
وفي هذا يقول معلمنا بولس:هكذا أيضا قيامة الأموات:يزرع في فساد ويقام في عدم فساد, يزرع في هوان ويقام في مجد, يزرع في ضعف ويقام في قوة. يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا(1كو15:42-44).
كما قال أيضا:الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون علي صورة جسد مجده(في3:21).
وهذا دعاه الرسولفداء الأجساد حيث قال:نحن الذين لنا باكورة الروح, نحن أنفسنا أيضا نئن في أنفسنا متوقعين التبني فداء أجسادنا(رو8:23) فهذه هي المرحلة الأخيرة في خلاصنا الذي يتم من خلال أربع ركائز:
1-الإيمان بالسيد المسيح, الإله المتجسد, والفادي الوحيد.
2-الأسرار المقدسة, التي تجدد طبيعتنا, وتجعل الله يسكن فينا.
3- الأعمال الصالحة, التي بدونها لايكتمل الإيمان ولا يكون مثمرا.
4-تغيير الجسد, ليصير جسدا روحانيا خالدا.
وهذا ما حدثنا عنه معلمنا بطرس, ودعاه خلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير(ابط1:5) أي الخلاص من جسد الخطيئة والضعف, حينما نلبس الجسد الروحاني الممجد.
وهذا أيضا تأكيد علي ضرورة رفض بدعة الخلاص في لحظة, لأن الخلاص هو قصة العمر كله بالركائز الثلاث السابق ذكرها:الإيمان والأسرار والأعمال الصالحة ثم يختتم بتجلي الجسد يوم القيامة العامة, وبعدها نصعد مع الرب إلي السماء لنحيا الملكوت الدائم إلي الأبد.