صاحبت القيامة أمور عجيبة مهمة مثل: زلزلة عظيمة حدثت, لأن ملاك الرب نزل من السماء, وجاء ودحرج الحجر عن الباب, وجلس عليه (مت28:2). وكأن الملاك كان في انتظار الرسل والمريمات, ليعلن لهم قيامة الرب:
* ليس هو ههنا, لأنه قام كما قال (مت28:6)
ودعا المريمتين قائلا: هلما انظرا الموضع, الذي كان الرب مضطجعا فيه (مت28:2).
لاحظ كلمة مضطجعا, أي نائم, ومنها أخذنا عبارة في أوشية الراقدين: لا يكون موت لعبيدك بل هو انتقال وهنا نلاحظ كلمتين:
1- الأوشية اسمها أوشية الراقدين ولا نقول كثيرا الأموات!! فالراقدون ناموا في انتظار يقظة القيامة المجيدة.
2- لا يكون موت لعبيدك بل هو انتقال أي أن المسيح ألغي الموت وأبطل مفعوله, واعتبره مجرد انتقال, وهو انتقال:
- من عالم الأرضيات إلي عالم السمائيات!
- ومن عالم الألم والحزن إلي عالم الفرح والراحة!
- ومن عالم الخطايا إلي عالم قدوس القديسين!
- ومن عالم الزوال إلي عالم الخلود!
وهكذا قام المسيح بقوته الذاتية, أي بقوة لاهوته المتحد بناسوته, ولم ينفصل عنه لحظة واحدة ولا طرفة عين.. كما نقول في صلاة القسمة:
انفصلت نفسه من جسده (الموت) غير أن لاهوته لم ينفصل قط, لا من نفسه, ولا من جسده (القسمة السريانية)..
ومن هنا نفهم تعبير بطرس الرسول يوم الخمسين وهو يخاطب الجموع: هذا أخذتموه.. وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه. الذي أقامه الله ناقضا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه (أع2:23-24).
وفيها نلاحظ:
1- أن اليهود صلبوا المسيح, وقتلوه بأيد أثيمة, حيث كان بارا, ولم تكن فيه خطية..
2- أن الله أقام يسوع, بمعني أن اللاهوت المتحد بالناسوت أقام الناسوت.
3- أن الموت كان من المستحيل أن يمسك المسيح رب المجد, لأنه كان بلا خطية!
ثم يكمل الرسول حديثه ليؤكد لنا أن قيامة الرب يسوع منصوص عنها في النبوات, إذ يقول داود النبي -وبروح النبوة- كلاما لم ينطبق عليه, وإنما علي السيد المسيح:
- لأن داود يقول فيه:
- كنت أري الرب أمامي في كل حين,
- أنه عن يميني لكي لا أتزعزع.
- لذلك سر قلبي,
- وتهلل لساني,
- حتي جسدي أيضا سيسكن علي رجاء!
- لأنك لن تترك نفسي في الهاوية,
- ولا تدع قدوسك يري فسادا (أع2:25-27).
وفي هذه الآية نلاحظ:
- أن ناسوت السيد المسيح المتحد بلاهوته, كان متحدا به كل حين.
- وأن جسده سيسكن علي الرجاء.. رجاء القيامة بقوته الذاتية!!
- وأنه لن يترك نفسه في الهاوية, أي أنه بمجرد النزول إلي الهاوية (الجحيم= مكان انتظار الأشرار), سيصعد منه بقوة لاهوته, بعد أن يأخذ معه كل النفوس التي ماتت علي رجاء الفداء والقيامة!
- وأنه لن يدع قدوسه (أي الرب يسوع) يري فسادا. قال: القدوس, وليس القديس! لأنه يتحدث عن الابن الكلمة.
- لا يري فسادا.. لأنه مستحيل للقدوس الذي بلا خطية, أن يري فسادا مثلنا! نحن الذين عشنا ومتنا, وفيروس الخطية العامل فينا, أفسد طبيعتنا, لذلك نموت! ويمسكنا الموت! لولا قوة الرب القائم, الذي يقيمنا معه!!