لن يخفت النور, داخل الكنيسة المنتصرة,لن تفتر الصلوات, ولن تتوقف الطقوس في أسبوع الآلام,لن تغادر أفراح القيامة,لأن موضعها القلوب وليست الأماكن, فالشعلة المقدسة المنطلقة في كنيسة القيامة لن تنطفئ, حتي مع منع التقديس لهذا العام,حتي مع إغلاق مدينة بيت لحم, وكنيسة المهد, بسبب انتشار فيروس الكورونا,نعم تم إلغاء موسم حج الأقباط الذي يبدأ في منتصف أبريل وحتي عيد القيامة المجيد, نعم تم فرض حجر صحي علي فنادق المدينة وسط حيرة تنتاب الذين سددوا حجوزات رحلة التقديس إلي الأراضي الفلسطينية المحتلة,والسؤال هل ضمن ما يجري ما هو موجه خصيصا ضد المسيحين كما يردد بعض الموتورين؟قطعا لا,فضمن أهم زيارات جولة التقديس التوجه إلي بيت لحم لزيارة مغارة الحليب وكنيسة المهد,فكيف يمكن أن يتم ذلك أثناء إغلاق المدينة وفرض الحجر الصحي عليها؟كيف تتم جولة التقديس كاملة والمدن محاصرة بالمرض,والزوار مشتبه فيهم من كل مكان في العالم؟!
لكن النفوس التي خلقت لتخدم الحرف,لايمكنها أبدا أن تخدم الروح,فالبعض خرج علينا بأقاويل من قبيل الله يحرس الوافدين إليه,النور المقدس يحمي الزوار يا سادة هل تضعون الله في احتبار؟! هل يعقل أن يصدر هذا الكلام عن عاقل,لقد خلق الله العلم,الذي وهبه للعلماء والطب الذي استخدمه لصالح البشرية,وخدمتها ورفاهتها,حتي يسخرها للإنسانية فمتي يكف المغردين بعيدا عن السرب عن خلط الأمور بعضها بعض.
إن قرار شرطة الاحتلال لم يصدر منفردا بل بالاتفاق والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والقيادات الدينية في القدس, ذلك القرار الذي يأتي تتويجا لكافة القرارات الاحترازية, للوقاية من انتشار فيروس كورونا, تلك القرارات التي التزمت بها كافة الدول,بما فيها السعودية التي اتخذت قرارا تاريخيا بإلغاء العمرة تجنبا لانتشار فيروس كورونا, وهو من أشجع القرارات بلا شك, وجنبنا نحن المصريين-تحديدا-مهاترات كثيرة من ذات نوعية المهاترات التي كنا قد نتعرض إليها في حال السماح للسفر إلي القدس,فالعمرة والحج,الإسلامي والمسيحي,هما أكبر تكدس للبشر علي وجه الكرة الأرضية سنويا,فلماذا ردود الأفعال التي دائما تأتي ممن يدعون أنهم حماة الدين,الذين يظهرون دائما لخلق حالة من الاعتراض غير المبرر تحت دعوي حماية الدين والطقوس استنادا لنظرية المؤامرة.
لا يوجد قرار موجه ضد موسم التقديس بذاته ولكن القرار موجه لمنع دخول زوار من دول أخري للقدس,بعد أن صارت معظم الدل موبوءة وبعد أن صار كورونا وباء عالميا,لا يوجد استهداف ديني ولا عقائدي فمواسم الاحتفال للمواطنين المقدسيين مستمرة ونيافة الحبر الجليل الأنبا أنطونيوس مطران القدس والشرق,أكد أن القرار سيسري علي كل دول العالم,وعلي كل الطوائف وسوف تقتصر الصلاة في كنيسة القيامة علي المتواجدين بالداخل وبأعداد محددة سوف يتم الاتفاق عليها في اجتماع لاحق بين رؤساء الكنائس بالقدس علي أن يصلي الباقين في الكنائس الأخري القريبة منهم.
فيا كل المتشددين علي الجانبين والذين قد لايكون ضمن برنامجهم -زيارة الأراضي المقدسة أصلا-كفاكم ضجيجا ,ما عاد المجتمع يصدقكم وماعاد لكم مكانا بين العقلاء,الذين يستخدمون الحكمة الممنوحة لهم من قبل الله فالله فاحص القلوب,والكلي,اللي لاينظر زيارات ولا أضحيات بشرية لاثبات الإيمان إذ قدم نفسه ذبيحة بشرية عن الجميع ولن يسعده مزيد من المرضي والضحايا ولامزيد من الضجيج باسمه الذي تتنازعون عليه تحت دعوي حمايته.