76 ـ سيلا
حينئذ رأي الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة أن يختاروا رجلين منهم, فيرسلوهما إلي أنطاكية مع بولس وبرنابا: يهوذا المقلب برسابا, وسيلا, رجلين متقدمين في الإخوة (أع 15:22).
* سيلا باللغة اليونانية, سلوانس باللغة اللاتينية, وشاول باللغة العبرية.
* في بداية الكنيسة المسيحية عقد مجمع أورشليم وهو أول مجمع في تاريخ الكنيسة لمناقشة مشكلة التهود ولأنه لم تكن هناك وسائل اتصال مثل اليوم فكان لابد من إرسال أشخاص لنقل هذا القرار إلي باقي الكنائس, فابتدأوا يختارون بعض التلاميذ ومن بينهم اختاروا سيلا.
بالرغم من أن بولس نجم كبير وكتب رسائل وكرز في بلاد عديدة, وسيلا يكاد يكون ليس له ذكر, إلا أن سيلا له نفس الكرامة.
المشهد الأول: الرفيق الخادم
* أول نلمحه في خدمته هو تجاوبه في نقل قرارات المجمع ولسان حاله يقول: هأنذا أرسلني ونجده في الخدمة مع بولس الرسول يعمل بقلبه, فهناك شخص يؤدي عملا فقط حتي لا يلومه أحد, وهناك آخر يعمل العمل بقلبه بقمة النشاط والإخلاص القلبي, فهو يتحرك من داخله بروح الله في خدمة روحية حقيقية.
المشهد الثاني: الرفيق الشاهد
* هو مشهود له من الكنيسة ومن كل المحيطين به, يقول: رجلين قد بذلا نفسيهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح (أع 15:26), وهذه علامة من علامات الطريق وهو شاهد في شهادته المسيحية, فهو يتمثل بمسيحة ويقدمه في خدمته.
المشهد الثالث: الرفيق المتقدم
* كان متقدما في المكانة الاجتماعية, فهو مواطن روماني مثل: القديس بولس وله عائلة سامية.
* كان متقدما بين الإخوة فكانوا يختارونه ويستأمنونه علي نقل قرارات المجمع مع شرح هذه القرارات وتفسيرها للكنائس.
* كان يعيش وصية المسيح التي تقول: من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما, ومن أراد أن يكون فيكم أولا فليكن لكم عبدا. (مت 20: 26 ـ 27)
هناك من لا يستطيع أن يخدم إلا بمفرده, وإذا شاركه آخر تتعطل الخدمة, والخدمة يحدث فيها تقصير وهو غائب عنها, لكن هناك من يخدم مع أي شخص, لأن هدفه هو شخص المسيح.
المشهد الرابع: الرفيق المعلم
سيلا كان يجمع في حياته ثلاثة جوانب في التعليم:
1ـ التدقيق: كانت حياته وسلوكياته فيها تدقيق, فهو شخص ملتزم بالوصية.
2ـ العمق: كانت عظاته فيها نوع من العمق.
3ـ التشجيع: أسلوبه في الشرح كان مشجعا.
المشهد الخامس: الرفيق المتألم.
* في فيلبي وهي أول بلد في أوروبا تعرف الإيمان بالمسيح وفيها السجن الذي سجن فيه هو والقديس بولس الرسول, وقد تعرضا لآلامات جعلتهما يثبتان أكثر في الإيمان, وحولا السجن إلي كنيسة حيث صارت الصلوات والتسابيح تصعد من داخل زنزانات السجن, وحدثت المعجزة وبسبب الصلوات المرفوعة انفتحت أبواب السجن فلم نسمع أن سيلا كان مترددا أو خائفا أو متشككا, ولم يفكر في أن يتخلي عن بولس الرسول, فقد كان رفيقا متألما معه.
المشهد السادس: الرفيق الإيجابي.
* سيلا كان يمثل الرفيق الإيجابي, فقد خدم مع بولس وبطرس, وخدم مع تيموثاوس… وبولس الرسول كان لاهوتيا مقتدرا في قمة السلم التعليمي وبطرس الرسول كان صيادا في آخر السلم التعليمي, وسيلا نجح مع هذا وذاك! لأن خدمته كانت للمسيح أولا وأخيرا وخدم مع تيموثاوس الذي ربما يكون أصغر منه سنا.
* كان سيلا يخدم المسيح بغض النظر عن شخص من يخدم معه وعن وضعه وترتيبه داخل الخدمة كان هدفه مجد الله فقط.
هناك مثل جميل يقول: إن أصابع البيانو أبيض وأسود ومع ذلك لا يمكن الاستغناء عن أي منهما, لكن نستعمل كليهما, فيحدث هارموني وانسجام جميل, ومتعة للأذن التي تسمع هذه الموسيقي.