*أنطون سيدهم..ومشوار وطني
أنطون سيدهم..والسياسة الداخلية
إن التعليم ليعتبر من أهم المشاكل التي تواجهها البلاد,ولما كان هو أساس تقدم الشعوب وازدهار أمورها,إذ أن الصغار والنشء هم عماد البلاد,إذ سيتولون قيادتها وشئونها,فإذا صلح التعليم,صلحت جميع مناحي الوطن أخلاقيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا,لذا نجد البلاد المتقدمة في جميع أنحاء العالم تعمل دائما علي إصلاح التعليم والاهتمام بجميع شئونه بالرغم من تقدمها في هذا المجال.
إننا نريد تعليما حديثا يساير التقدم والتكنولوجيا في مجالات الصناعة والزراعة وغيرها من شئون البلاد,نريد تعليما يتعاون مع الصناعةويشد أزرها بخريجين متفتحين تتلاءم معلوماتهم وخبراتهم مع ما سيقومون به من أعمال,فيجب أن يتناسب التعليم مع ما في المنطقة التي يعمل فيها من أنشطة صناعية وزراعية,بل ويتخصص في أنواع الصناعات المحيطة به,وبذا سنجد الأنشطة المختلفة ترحب بكل متخصص في إنتاجها,وبذا لن نجد العاطلين بهذا الشكل المخيف,يجب أن ندرس احتياجات كل نشاط من المتخصصين فيه فنوجه الشباب إلي كل تخصص حسب الحاجة اللازمة له بدون زيادة أو نقص.
يجب إعادة دراسة المقررات في جميع مراحل التعليم وتطويرها لتخريج شباب متفتح علي معرفة عميقة بدراسته حتي ينجح في الحياة وتستفيد منه الأنشطة الفائدة المرجوة, فيتقدم اقتصاد البلاد,كما نتمني أن يكون تطور التعليم نحو توسيع مدارك الطالب وغرس حب القراءة والبحث والاطلاع فيه منذ صغره,لا أن يتخرج متخوما بما يحشو به عقله من مقررات لغرض النجاح فقط,وبعد تخرجه تتبخر هذه المعلومات بانتهاء الغرض منها,لذا يجب أن تكون الامتحانات موجهة لمعرفة معلومات الطالب ومدي بحثه في المراجع والدوريات وتفهمه العميق لما درسه من علم وتخصص.إن البلاد ليست في حاجة إلي هذه الأعداد الهائلة التي تتكدس في مدرجات وفصول الجامعات بل يجب أن تقتصر الدراسة علي أعداد مناسبة لما تحتاجه البلاد منهم,لذا يجب أن تقدر مصروفات كبيرة للدراسة في الجامعات حتي تقتصر علي المتفوقين الذين يتعلمون بالمجان لتفوقهم وغيرهم من القادرين أما الأعداد الفقيرة فيجب أن توجه إلي التعليم المتوسط والفني الذي يمكن أن يعطينا الأعداد اللازمة للصناعات والأنشطة المختلفة ونتيجة لهذا سنجد الشباب المناسب للعمل كما ستوفر الحكومة مئات الملايين من الجنيهات التي تصرفها علي التعليم الجامعي المجاني بدون أي داع.نريد من التعليم أن يقدم للبلاد شبابا متفتحا يعرف كيف يتصرف بيسر ومعرفة متخصصا دارسا لما سيقوم به من أعمال.
إننا نطالب الحكومة أن تعدل مرتبات المدرسين بحيث تكفي لمعيشتهم معيشة كريمة طيبة حتي يقوموا بأعمالهم علي خير وجه وبتفان شديد وبال مطمئن منصرفين عن الدروس الخاصة التي سببت أسوأ النتائج لنظام التعليم في مصر,كما ترفع عن عاتق الآباء المصاعب التي تقابلهم لتغطية المبالغ الباهظة التي يدفعونها لهذه الدروس الخاصة.
نريد من وزارة التعليم إعادة تدريس التربية الوطنية التي تغرس في نفوس الصغار والنشء حب وطنهم والتضحية في سبيله بكل غال نفيس هذه الروح التي ضعفت وبهتت ألوانها في فكر وروح شباب اليوم كما يجب العمل علي الاهتمام بتدريس القيم الأخلاقية السامية من أمانة وصدق ومحبة الغير والمحافظة علي حقوقهم والتعفف عن مد أيديهم إلي أموال الغير والقناعة بما يحصل عليه من مجهوده وعمله شباب يعمل ويتطلع إلي المثل العليا السامية ويؤمن بها.
فإذا قدمت وزارة التعليم ما نتطلع إليه ونتمناه تكون قد قدمت للوطن أجل وأعظم الخدمات إذ ستعطيه رجالا قادرين علي خدمة بلادهم أحسن الخدمات وأجداها.