رابعا: بالاتضاع:
* يوجد نوعان من البشر:
نوع يري أن عقله يفهم أكثر من الله, ومن هؤلاء يخرج الهراطقة. أما النوع الثاني فيري أن كلمة الله أعلي وأعمق من أن يستوعبها عقله, وهذا هو الاتضاع.
* قد تظهر أمامنا في بعض الأحيان أمور غامضة, ولا نستطيع استيعابها. في هذه الحالة, يجب ألا نفسرها حسب فكرنا الخاص, وكما يقول الكتاب: لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال (لو10:21-28), فلا يجب أن تتحدي كلمة الله, بل تكون في قمة الاتضاع.
==
كلمة الله لها خشوعها ووقارها واحترامها, لأن الله هو الذي يتكلم.
==
خامسا: بالتطبيق:
* قراءة كلمة الله, ليست للتحضير وللمعرفة فقط, لكن للفائدة الشخصية, بمعني لفائدة الشخص ومعرفته, فما أجمل أن يكون للشخص حصيلة كبيرة, من الكتاب المقدس ويطبقها في حياته.
==
ما أجمل أن يحفظ الإنسان بعض الآيات التي تعزيه في مواقف الحياة المختلفة.
==
69- شخصيات في الظل
كن أمينا إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة (رؤ2:10)
* مثلما توجد أسماء في الكتاب المقدس معروفة بالاسم, توجد أيضا أسماء في الظل لأشخاص صنعوا أمورا كثيرة, ولكن لا نعرف أسماءهم نهائيا.. مثل:
أولا: أسماء غير مشهورة بين الناس ومعروفة عند الله:
* عندما نقرأ الكتاب المقدس نجد أسماء مشهورة وتأخذ مساحة كبيرة في الكتاب المقدس, ولكن أيضا نجد أسماء مغمورة (غير مشهورة) ولكن بالرغم من أنها غير مشهورة بين الناس أو علي صفحات الكتاب المقدس فهي بعملها وأثرها الكبير معروفة عند الله, فمثلا عندما نتكلم عن اسم مثل القديس بولس الرسول سنجده مكررا كثيرا جدا, ومذكورا في العهد الجديد, ومثل اسم موسي النبي نجده مكررا ما يقرب من 700 مرة في العهد القديم والجديد, وهناك أسماء مشهورة مثل: بطرس الرسول, ويوحنا, وداود.. وهكذا.
ثانيا: أسماء ذكرها قليل ولكن عملها كبير:
* نجد أسماء ذكرها قليل ولكن عملها كبير, وحتي هذه الأسماء الله أعطاها رسالة, فبالرغم من أنها غير مشهورة إلا أن لها فعلا كبيرا, مثل: أمهات القديسين اللواتي أعطين أبناءهن لله, ونحن لا نعلم أسماءهن.
==
لولا برنابا ما وصلت الكنيسة إلي بولس الرسول وانضم إلي الإيمان وأصبح رسول الأمم.
==
ثالثا: أسماء قليلة الذكر ولكنها عظيمة الفعل:
* بعض هذه الأسماء قليلة الذكر في الكتاب المقدس ولكنها عظيمة الأثر بالفعل.
* فمثلا أذكركم ببرنابا الرسول الذي لم يأت ذكره في الكتاب المقدس إلا في عدة سطور, ولكن لولا برنابا ما وصلت الكنيسة إلي بولس الرسول, وانضم إلي الإيمان وأصبح رسول الأمم.
* اسم آخر من الأسماء وهو مردخاي الذي ربي طفلة صغيرة أصبحت فيما بعد ملكة عظيمة وهي أستير.
==
اجتهد أن تكون عندك هذه الصفة وهي المسئولية.
==
* لذلك اجتهد أن يكون عندك هذه الصفة وهي المسئولية, اهتم بالمسئولية حتي ولو كانت صغيرة, وثق أن الله سيعوضك ويبارك تعبك وستفرح بالثمر الذي يمكن أن تقدمه لله.. مثلما فرح مردخاي بأستير ابنة عمه التي صارت ملكة, ونسميها نجمة المشرق في تاريخها العظيم.
* لا يهم أن يكون للإنسان مكانة أو منصب من الممكن أن يكون غير معروف أو غير مشهور, ولكن هذا الاسم له عمل عظيم, المهم أن تكون لك أمانة أمام الله, والرب يقول في سفر الرؤيا: كن أمينا إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة (رؤ2:10).
وهذه الآية تنطبق علي مردخاي تماما فبالرغم من أنه سبي في بلاد غريبة إلا أنه لم يترك إيمانه, ولما أصبح مسئولا عن أستير, لم يترك مسئوليته ورباها تربية جيدة وعلمها جيدا. ولما تعرض لمؤامرات كان ثابتا علي المبدأ, وكان لديه إحساس عال بالمسئولية, لذلك نحن نعتبره بطلا من أبطال العهد القديم, رغم أن مساحة ذكر حياته في الكتاب المقدس محدودة جدا.
==
لا يهم أن تكون لك مكانة أو منصب, المهم أن تكون لك أمانة أمام الله.
==