خرجت من بيتي في مدينة نصر صباح يوم جمعة.قاصدا مدينة الصحفيين بالمهندسين. لأنضم لعبد الرحمن الأبنودي وزوجته نهال كمال. نائب رئيس القناة الثانية بالتليفزيون المصري. في طريقنا لبرقاش, ولأن الأستاذ محمد حسنين هيكل يهتم بالتفاصيل, كان مرسوما خلف الدعوة,خريطة توضح طريقة الوصول ها هو هيكل بدون ربطة عنق يرتدي ما يقال عنه لبس كاجوال يقف في انتظار الضيوف نظام للدخول وركن السيارات والخروج يسألني عن زوجتي فاعتذر له بمرضها فيأسف بصدق.
يرحب وأهل بيته يرحبون زوجته هدايت أبناؤه الدكاترة:علي وأحمد وحسن وأحفاده الذين اختاروا مكانا يجلسون فيه, والمناسبة كانت وداع سفير بريطانيا في القاهرة الذي تربطه صلة وثيقة بهيكل حتي قبل مجيئه لمصر, السفير زوج نادية ابنة المرحوم يوسف جوهر الرورائي المصري الذي ظلم لأسباب معقدة ومتداخلة ليس هنا مجال الكلام عنها كان طبيعيا أن يكون مدعوا زياد نجل أحمد بهاء الدين,المستقيل مؤخرا من رئاسة هيئة الاستثمار ليعطي الفرصة لغيره ووالدته ديزي.
أصافح هشام نجل المرحوم الروائي سعد مكاوي المظلوم ظلما لايقل عن ظلم يوسف جوهر عند مدخل برقاش سيارات وإجراءات لأن من بين المدعوين سفير أمريكا في مصر ريتشارد دوني أري مجموعة قلت عنها مجموعة يوليو يتصدرها عزيز صدقي الذي كان يتكلم عن عدم عثورة علي قماش اللينو المصري الذي يفصل منه قمصانه لأنهم باعوا المصنع مع أنه كان يكسب,يتحلق حوله أحمد ماهر ومحفوظ الأنصاري وفي مواجهتهم أحمد نجل الأستاذ هيكل والجدل والحوار حول الخصخصة.
في الناحية الأخري ركن السيدات تتصدرهن فاتن حمامة أسعد لرؤيتها وزوجها الدكتور محمد عبد الوهاب, أستاذ حاتم الجبلي وشريكه في مشروعاته الصحية في مصر الآن, صلاح دياب صاحب المصري اليوم يجلس مع صلاح منتصر فهماعدايل زوجتاهما ابنتا رجل الأعمال سعيد الطويل,وصلاح دياب ينادي علي مجدي الجلاد رئيس تحريره ويتكلمان عن التطوير القادم في الجريدة علي شكل ملاحق شبه يومية تصدر معها.
الجدول الزمني الذي وضعه الأستاذ هيكل قضي بالوصول في الواحدة ظهرا سعدت لأن الدعوة ليست في الليل. لا أحب السهر,ويقدم الغذاء في الثانية والنصف,وهيكل يقدس المواعيد ومع هذا وصل عمرو موسي في الرابعة والنصف وعذره معه اجتماعات عربية في إطار الجامعة للتحضير لأنابوليس وحضر مؤتمرا صحفيا مع وزير خارجية السعودية.
مشيت مبكرا لارتباطي بعبد الرحمن الأبنودي الذي لايحب العودة بعد نزول الليل تحسبا لحادث سيارة مع أنني أنا الذي أقود السيارة والحوادث تقع جهارا نهارا,فضلا عن أنني قروي, مؤمن بما جاء في القرآن الكريم, من أن الموت سيصلنا حتي لو كنا في بروج مشيدة خضعت لرغبته ومشينا عندما كان عمرو يبدأ طعامه كنت أريد سؤاله عن الذهاب إلي أنابوليس,سيقول لي إنه يذهب لأن هذا هو الإجماع العربي, فيصبح سؤالي الثاني هو عن عدم مصافحة الأعداء التي قالها وزير خارجية السعودية ومن الجيد عدم المصافحة طبعا ولكن أليس الجلوس في نفس القائمة ونفس الاجتماع فيه قدر من الاعتراف بهذا العدو؟ والأخطر أن الاعتراف يأتي مجانيا وبلا مقابل.
من الذين حضروا متأخرين بلدياتي الدكتور مصطفي الفقي وزوجته نجوي يكلمني عن البورتريهات التي ينشرها في جريدة المصري اليوم عن شخصيات عرفها, وأقول له بصراحة البلديات عندما يتكلمون مع بعضهم الخطير في البورتريهات ما لم تقله سألني: وكيف عرفت؟ قلت له: تكلمت معي عن هذه الشخصيات من قبل,وقلت في كلامك الشفهي ما هو أخطر مما تكتبه قال لي إنه الفارق بيين الكلام والكتابة الكتابة تفرض علي الإنسان رقيبا حتي ولو لم يرغب في ذلك.
أخذت معي هدايا حتي لا أدخل المكان ويدي فاضية,أخذت للأستاذ هيكل كتابين من كتبه القديمة, التي ربما لاتوجد عنده: كتاب عبد الناصر والعالم, وكتاب ماذا جري في سوريا؟ وعندما أحمل له هذه الهدايا يحاول بذكائه المعروف أن يخفف من دهشته وسعادته بمثل هذه الطبعات النادرة التي أجدها في أسواق الكتب القديمة في القاهرة.
أما نادية ابنة يوسف جوهر فقد عثرت علي الطبعة الأولي من رواية والدها: جراح عميقة وكذلك الطبعة الأولي من روايته, شملول وشركاءه وأثناء المساومة مع البائع رغب مشتري غيري في مشاركتي الصفقة أن آخذ أنا رواية ويأخذ هو الثانية وقد تنازلت له عن شملول وشركاءه لحداثة الطبعة لم أكن أعرف نادية شخصيا,وقد تطوع الدكتور عمرو عبد السميع بعد أن استأذن من زوجته فاطمة أن يعرفني علي نادية سعدت بكتاب والدها وأوشكت أن تضعه في قلبها وقالت لي إنها وزوجها قد اشتريا بيتا في مصر, وأنهما بعد سفرة سريعة إلي بريطانيا سيعودان للإقامة الدائمة في مصر.
أما السفير الأمريكي ريتشارد دوني- رأيت- عند الانصراف- سيارته الضخمة المصفحة قلت لنفسي هكذا هم الأمريكان يحبون أن يضخموا من كل شيء عن حجمه الطبيعي حتي السيارات السفير الذي يتحدث العربية بطلاقة كانت معه امرأة لم تكن زوجته ولكنها عندما قدمت نفسها لي, عرفت أنها داليا طلعت مسئولة العلاقات العامة في السفارة الأمريكية في القاهرة قلت لنفسي إنهم عمليون بلا حدود أهل أمريكا لايضيعوا حتي غذاء في عزبة هيكل.
جري هذا في شهر نوفمبر2007
وهذه أوراق من اليوميات التي دونتها وقتها.