لازالت حادثة طائرة مصر للطيران تسيطر على المشاعر العامة للمصريين، الأمر ليس مجرد طائرة .. الأمر يتعلق بشركة مصر للطيران وهي الشركة الأم الرائدة لصناعة الطيران العريقة في مصر وهي تقع فى قلب صناعتنا وتكنولوجيتنا ومهاراتنا المهنية الحديثة المتقدمة.. الأمر يقع في قلب سياحتنا ووسائل انتقالاتنا وعلاقاتنا الدوليه وحربنا ضد الارهاب الدولي وصانعيه ومحرضيه.. الأمر يقع في دائرة اقتصادنا الوطني الذي تكال له الضربات فى مباراة ملاكمة تخلو من القواعد القانونية الشريفة.. الأمر كبير وخطير وجلل ويهدد وجودنا في الصميم ضد سلسلة احداث جسام نتعرض لها كوطن وكشعب..
لست متخصصا في الطيران لكي أدلي بدلوي في أمور فنيه يصعب التكهن بها بدون دراسه ووقت، لكن السياق العام وآراء المتخصصين الدوليين تقول أن الأخطاء فى حوادث الطيران تأتي غالبا اثناء الإقلاع أو الهبوط، أما الاخطاء التي تأتي اثناء المسار الطبيعي للطائرة وفى ظروف جوية طبيعية فتكون نتيجة خلل فنى غامض يتعلق بالتصنيع وهو ماتنفية شهادة الفنيين ان الطائرة ممتازه وحالتها الفنية ممتازة والسبب الثانى وجود عامل خارجي كتفجير ارهابي او صاروخ.. وهذا لاتتحمل مسئوليته إلا جهة الاقلاع وهى فرنسا بلاشك.. ولعل التفجير يكون موجها الى العلاقات الخارجيه الممتازه بين مصر وفرنسا فى كافة المجالات ولعله يكون موجها الى الجمهورية الفرنسية تحديدا والى الاتحاد الاوروبي من الإرهاب الدولي الذي ينشب اظفاره في القلب الاوروبي بلا رحمة..
الخلاصه أن الأمر خطير ويشكل ضربة موجعة لاكثر من مجال حيوي لمصر ومصالحها واقتصادها وعلاقاتها وكذلك لفرنسا واوروبا، اكبر من ان يختصره عنوان اسقاط طائره مدنيه، واعظم نتائج وتداعيات.. وواجبنا ان نفهمه في هذا السياق لكي نرتب عليه نتائج تهمنا في المحاور التي استهدفها الحدث الارهابي كلها، اولا واجبنا كشعب يتعرض للخطر الشديد ان يتحد وان تنخفض السقوف العاليه للتناقضات الثانويه فيما بيننا لصالح التناقض الرئيسي بيننا وبين الارهاب الذي يهدد الحرث والنسل ويستهدف الوجود المصري في جوهره كوطن وشعب ودوله.. هذا هو التناقض الرئيسي الذي يواجهنا الأن على كافة الاصعده.
واجبنا ان نضيق الفجوات في نسيجنا الوطني وان نرتق ما انفتق منها وان نعلي المصالح الوطنيه العليا على ماعداها من مصالح اخرى يمكن الاتفاق بشأنها فى ظروف اخرى مناسبه اكثر.. نحن نواجه حاله استثنائيه جدا في تاريخنا فعلى الجميع أن يدرك ذلك.. الوحوش الارهابيه تتمدد بطول وعرض وعمق منطقتنا الاقليميه ولها وجود مؤثر بالداخل، لدينا مشاكل داخليه خطيرة بالفعل تتعلق بالرؤية السياسية والإدارة والاقتصاد والعداله والكفاءه وقائمه طويله مزمنه نعرفها جميعا، لكن التحديات الوجوديه تجعلها فى مقام اقل اهميه الان وممكن حلها مع الوقت بالاصلاح وسياسة الخطوه خطوه وتوحيد الطيف الوطنى المخلص الواسع الذى يتجلى عند الخطر لكى نظهر كدولة قوية موحدة، عصية على الانكسار والتمزيق..
هذا ليس واجب القيادة السياسية فقط بل واجب الجميع، نخب وطنية ومثقفين وقيادات شعبية وثقافية ودينية مستنيرة تلك اللحمة الوطنية هى سلاحنا الرئيسي فى حربنا ضد الإرهاب، فليتحمل الجميع قيادات الدوله والجمهور تناقضاتهم الثانويه واختلاف رؤى الاصلاح لانه لو فشلنا سيكون الثمن المدفوع خطيرا ولاقبل لاحد باحتماله امامنا ليس فقط الحوادث الارهابيه بل ايضا المنطقه معرضه لسايكس بيكو من نوع جديد وخطير.. ومصر قريبه جدا من هذه الاحداث فى جنوبها وغربها وطولها وعرضها الأمر جد لاهزل فيه، ويحتاج إدراك ورؤية واسعة لطبيعة المخططات وتداعيات الاحداث لكي نخرج منها وطنا قويا موحدا، ولانباع فى اسواق الرقيق كما تباع شعوب جاره لنا الان..
الامر مسئولية الجميع الان.. فهذا ليس مجرد حادث طائرة عرضي بل تواترت خلال فتره وجيزة حوادث طائرات فى المجال الحيوي المصري وليس لمصر هذا السجل المفزع فى حوادث الطيران بل سجل صناعة الطيران المدني المصري سجل مشرف على العموم وليس هناك ادنى شك أن الأمر يتضمن مؤامرات لانستطيع إدراك كل ماورائها لكن نستطيع ان نهزمها بتوحدنا واخلاصنا لبلادنا وعملنا صادق النوايا لخدمتها والنهوض بها.. رحم الله شهداء الطائره المصريه من كافة الجنسيات ونجانا من الأيدى الشريرة التى تريد تخريب اوطاننا وحياتنا واستقرارنا والهم القياده السياسيه الإرادة والرؤيه على .تجاوز هذه المرحله التاريخيه الخطيره جدا بسلام