الناس فى بلادى عاشوا على احلام لحظه فارقه معجزه تغير حياتهم من الاسود الى الابيض كانت ثقافة يناير هى ثقافة اللحظه الفارقه ويبدو ان الناس لاتزال تعيش فيها وهى ثقافة المعجزه العريقه فى انفس الشرقيين عموما لحظه فارقه تغير الواقع الكئيب فجأه يشرق النور القوى الساطع المنير على العالم بعد ظلمات الليالى الكالحه كما تشرق شمس الشرق دوما فتنير العالم بوهجها القوى وحرارتها شيئا فشيئا وتصبغ كل التفاصيل الحقائق والظلال ببصمتها الاكيده هذا عالم لايعرف الا وضوح الشمس الساطعه ومنازل الشمس والقمر يحسب بها الزراعه ونمو النبات والحصاد وبداية الزرع بصبر ينتظر من الطبيعه ان تنجز له اهداف المعايش والحياه فيصبر وينتظر هو على الاغلب لاقبل له ولااعتياد على مواجهة ظواهر طبيعيه قاسيه هياج بحر ولافيضان يغرق الحياه (يمكن قبل السد العالى فى مصر خلق نفسيه مقاومه للفيضان ولكن الانسان المصرى عنده ذاكره تاريخيه فى مقاومة الفيضان الموسمى )لكن ذاكرته ليست ذاكرة التقلبات الطبيعيه العنيفه المتواليه ولاالكوارث التى تصنع نفسيات شديدة المراس عظيمة المقاومه محاربه ..هذه الطبيعه هنا تخلق بشرا مستجيبه مؤمنه متسامحه سهله كاالنهر تستميحه عذرا ان فاض وتنتظر ان يغيض الماء عن السهل والوادى لتستمر دورة الحياه الطبيعيه للانسان على هذه الارض هذه هى القاعده مع ان الاستثناء وارد دائما خريطة السكان نفسها تغيرت كثيرا بفعل الغزاه والاعداء وحتى الاستعمار تكون من الشعب الاصلى شعوب كثيره لم نعد شعبا واحدا صرنا عديد من الشعوب تعيش على نفس الارض ربما فى افضل التقديرات صنعنا مزيج من الشعوب امتزج بالشعب المصرى الاصلى فشكل السبيكه الحضاريه الحاليه لكن احيانا تحت تأثير الضغوط وعوامل الضعف تتحلل السبيكه الحضاريه الى شعوبها واثنياتها وثقافاتها ويرجع البدوى بدوى والرومانى رومانى والمصرى القبطى القح مصريا قحا احيانا تجد كل عنصر حضارى شكل الشخصيه المصريه على امتداد التاريخ يعمل لوحده مستقلا لا على قاعدة الوحده والتنوع كما عرفها الشعب (الكل فى واحد )بل يصيب الامه الفصام والانانيه والاثره عندما تنظر ببراءه الان الى ظواهر مثل اعلان اتحاد القبائل العربيه فى مصر او ابناء البلينا او اتحاد مدرسى صفط الحنه مثلا وغيرها من ظواهر النزوع الاجتماعى الى استقلال عناصر الشخصيه المصريه بذاتها ولها مرد اخر فى السياسه والاقتصاد يتبدى فى المزيد من الاحتراب على قواعد التفرقه بلا اى نزوع للوصول للحد الادنى الذى يجمع الناس ولايفرقهم تجد حالة هياج اجتماعى واقتصادى غير محلوله لاتجد فهما ولااتفاقا منطقيا على قواعد مرشده للخلاف والاتفاق لاتستطيع ساعتها ان تدير حوارا اجتماعيا ولاسياسيا ولااقتصاديا يوفر عناصر اللحمه المبدئيه لهذا الشعب وهذه الامه التى ينطلق منها الجميع الى اهداف محدده تغيب الاهداف الكبرى للمجتمع ويطفر كل فصيل بمعركته وحربه الداخليه النهائيه النزوع الى النقاوه المطلقه فى كل شىء فى الدين والقبيله والجماعه والمجتمع والسياسه والاقتصاد هذه اعراض مرض لااعراض صحه للجسد الوطنى الكبير لاتجد احدا يقول تعالوا الى كلمة سواء يقفز الناس الى نهايات المواقف والافكار وحتى طموحا الى نهايات التطور الاجتماعى والاقتصادى الغير متحقق اصلا هى حاله متطرفه تمر بها المجتمعات تحت ظلال عنف ازماتها لايبدو هناك حلولا ولاتوافقات ولاحدودا دنيا ولاقبول مشترك للتنوع وكلما اشتدت الازمه كلما اوغل الناس اكثر فى الخلاف ووصلنا الى العنف الجميع ينتظر تصفيه نهائيه للجميع مثل موسم البواقى والفضل وحرق الاسعار ربما تجد مجتمعا وصل فى لحظة ازمته الى مرحلة حرق المراحل ..تنتهى هذه المجتمعات الى الخسارات العميقه ممكن فى حالات معينه تصل الى الحرب الاهليه او الفوضى ربما يفلح القمع فى تأجيل المصير البائس للمجتمعات التى تواجه خطوره من هذا النوع السرطانى الوبيل لكنه ليس الحل بكل تأكيد يجب ان تتوفر للامم العريقه ارادة الانقاذ تلك الارادة العظمى التى تجعل شعبا كاالهند او الصين مثلا فى قاع ازماتها تبتكر حلولا عظيمه لنهضتها من جديد يظل هذا السؤال مطروحا وبشده علىكل الشعوب الحيه ماالعمل ؟!!