أسعد الله أعياد المصريين ميلاد السيد المسيح المجيد.. وهو في الحقيقة عيد كبير للسلام بين أبناء الوطن الواحد المسيحي والمسلم.. القرآن نفسه احتفل بميلاد السيد المسيح احتفالا فخيما في قول الحق سبحانه (السلام علىً يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) فلا أعلم جدالا ميت القلب والروح من متبعي مذهب الوهابية، ومن لف لفهم أشد ضلالا فقهيًا وذهنيًا روحيا أعبث ممن يحرمون الاحتفال بميلاد المسيح.
وقد احتفل بميلاده القرآن نفسه لكنهم يحرمون الاحتفال بميلاد نبي الإسلام نفسه والشواهد تدل أن فقههم القاتل العنيف يصادر فكرة الاحتفال ذاتها ضمن مصادرته السفيهة لفكرة الحياة والإنسانية والسلام نفسها فترى الغلظة والجفوة وقسوة الروح وجفافها ترى دما وحيضا وسافكا وممسكا، ترى ظاهرا من هامش الشريعة والتاريخ كسجن الروح التي أبدعها الله سلاما ورحمه ترى القبض في مواضع البسط وترى البسط في مواطن القبض.
وهذا وأيم الله هو الضلال المبين والفتنة لاتجد روحًا تعرف ربها الحق تنسجم مع تلك السرائر المظلمة كأن الله الذي خلق الإنسان ويعلم ضعفه وعجزه وأخطائه وخطاياه قد أقفل أبواب الغفران.. حاشاة هذه المصادرة للحياة الإنسانية التي أبدعها الله متنوعة ولو شاء ربك لهدى الناس جميعا هي حكمة الله التي يصادرها الهمج الأجلاف الذين يريدون تأميم الحياة الإنسانيه لفكرة ومنظومه معينة، كالعرجون القديم بلا ماء الحياة ودفعها للناس بعضهم ببعض.
هذا الجدل الإنساني المشتبك على كافة المستويات لا أرى اعقم ممن يريد مصادرته وتحجيمه ونفيه.من يرى الأشياء باللون الأبيض أو الأسود ولا يرى قوس القزح في السماء تعدد الالوان فى الطبيعه درجات التلوين فى البشر هذه صنعة مقتدر حكيم لا صنعة مرضى بعمى الألوان يريدون فرض اللون الواحد على الطبيعة والسماء الأسود حتى تصير ظلاما مطبقا لا ترى فيه الأرواح شيئا ولايتم اختيارا ولاتتمتع النفس ساعتها بالحياة الملونة نفسها ولاالرحمة ولاالغفران .
عموما إنه العيد.. عيد السلام.. ميلاد المسيح سلام الله عليه وعلى نبينا وعلى سائر الصلحاء والودعاء والطيبين على هذه الأرض الذين ينشدون سلاما وسط مطاحن القتل والعنف والعدوان وآلاتها الرذيلة.. طوبي لصانعي السلام طوبي للودعاء والطيبين سليمي النوايا جابري الخواطر نهنىء أنفسنا وأهلنا المسيحيين والعالم كله بميلاد رسول السلام المسيح عيسى بن مريم جعله الله سلاما مباركا طيبا على المؤمنين بالسلام أنشودة العذراء رسالة حرة على الأرض السلام وبالناس المسرة ولو كره الكارهين.