مدخل دراسي للإنجيل
رسائل بولس الرسول
التحليل الروحي لفكر بولس الرسول
السمات الرئيسية في حياة بولس الرسول
1-بولس الرسول كخادم مثالي
حياته
القضية الأولي:الكنيسة المحلية:
وملخص ما سبق فإن الكنيسة المحلية في فكر بولس الرسول مبنية علي أساسين هما:
المسيح في الأسرار(المعمودية والتناول),والروح القدس في المواهب.
فالأسرار والمواهب تبني الجسد وتنميه وتمنحه الكيان وتظهر ثمار الروح في المحبة والوحدة بين أعضاء الجسد(رو8:1,غلا2:17).
وقد استخدم لوقا الرسول في سفر الأعمال نفس الأسس فقال:
-التعليم (تعليم الرسل)=عمل التعليم.
-الأسرار(كسر الخبز والعماد)=عمل التقديس.
-حياة الشركة (قلبا واحدا ونفسا واحدة)=عمل التنظيم.
وذلك في علاقة وثيقة مع الرسل,(أع2:42-47, 4:32).
ب-القضية الثالثة:الكنيسة الجامعة:
في القضية السابقة ركز الرسول علي معني الكنيسة المحلية من واقع تساؤلات أهل كورنثوس وأهل رومية وأهل غلاطية,وقد أجاب بإجابات شافية حول هذه القضية في تلك الرسائل الأربع(1كو+2كو+رو+غلا).
وإذا كانت تساؤلاتهم عن كنيسة الله في هذه المدينة أو تلك…فإن تساؤلات كنيستي كولوسي وأفسس كانت علي النحو التالي:
*ما مصير الكون بأجمعه والعالم بأسره,ومن الخلاص الذي أتمه المسيح؟
*ما هي علاقة المسيح المخلص بجسده الشامل أي كنيسته الجامعة؟
وقد أجاب الرسول عن هذه التساؤلات في رسائل السجن وخاصة رسالتي كولوسي وأفسس مؤكدا أن المسيح رأس الكنيسة والكنيسة جسد المسيح(كو1:15-20),(أف1:3-14).
وللتعبير عن هذه العلاقة يصف بولس الرسول الحب والخضوع بين الرجل والمرأة شأنهما شأن المسيح والكنيسة:كالرأس والجسد(أف5:22-33),(1كو6:12-20 ),(1كو11:2-3) حتي إن حب الرجل للمرأة يصبح آية حب المسيح لجسده وهو الكنيسة وهكذا نري أن الكنيسةالجامعة بارتباطها برأسها-أي المسيح-وبعمل الروح القدس تصبح حقا جسد المسيح الذي يتحد فيه جميع المؤمنين.
ج-القضية الثالثة:مفهوم الرأس-الجسد-العريس-العروس:
في القضية الأولي(الكنيسة المحلية) شدد الرسول علي العلاقة بين المؤمنين بناء علي علاقاتهم بالمسيح بينما في القضية الثانية(الكنيسة الجامعة) نجده يشدد علي العلاقة بين المسيح والكنيسة كالعلاقة بين الرأس والجسد.
فالنظرة الأولي أكثر تركيزا علي علاقة الجسد بالرأس وهو أمر أكثر شمولية ويعني كيان الكنيسة وأساسها,وكنيسة المسيح هي الاثنان معا.
فالكنيسة الجامعة الوحيدة تظهر وتحضر في الكنيسة المحلية التي تتحد بالكنائس الأخري لأن كل كنيسة محلية محتاجة إلي الكنائس الأخري(1كو12:21) (رؤ3:17) والكنيسة الجامعة الوحيدة تفترض الكنائس المحلية ولا وجود لها إلا في الكنائس المحلية.
1-مفهوم الرأس-الجسد…
عندما يستخدم بولس الرسول كلمةرأس للدلالة علي المسيح في علاقته بالكنيسة وهي جسده إنما يتأثر بعقليتين مختلفتين:
أ-العقلية اليهودية السامية:تريالرأس هو الذييغذي الجسد(أف5:29),كعلاقة وثيقة بالجسد.
ب-العقلية اليونانية والرومانية:تريالرأسكالقائد الذي يمشي في الأمام يقود ويخضع له الجيش ويتبعه(أف5:21:24).
كذلك عندما يستخدم الرسول كلمة جسد إنما يتأثر بنفس العقليتين المختلفتين.
أ-العقلية اليهودية:التي تري الجسد هو حقيقة ظهور الشخص للخارج أي عمله وعلاقاته.
ب-العقلية اليونانية:التي تري الجسد هو وحدة أعضاء مختلفة مرتبطة فيما بينهما ويمكن تلخيص هذه المفاهيم في الجدول التالي:
ومعني كل ما سبق أنالمسيح الرأس حاضرللكنيسة الجسد إذ أنه ليس في الماضي(منذ ألفي عام) ولا في المستقبل(في مجيئه الثاني) بل في حاضر كنيسته كما أن الرأس حاضر دائما أبدا لجسده,وإلا لا يحيا بدونه(أف1:22),(كو1:18).
2-مفهوم العريس-العروس…
لهذا التعبير جذور في العهد القديم وهو يجمع بين طاعة(الشعب/للعروس)(لإلهه/العريس) وبين الحب المتبادل.
وفي الأناجيل يطلق يسوع علي نفسه لقب العريس(مت9:15) الذي تنتظره العذاري وهن صورة للكنيسة(مت25:1-13) ويسمي يوحنا المعمدان صديق العريس(يو3:29) وفي سفر الرؤيا يصور عرس الحمل والعروس مزينة لعريسها.وهي أورشليم السمائية(رؤ21:1-19/9,2:7-8) والعروس مع الروح القدس تناودي عريسها:تعال(رؤ22:17).
أما بولس الرسول فيقول إن المسيح هو الذي يظهر عروسه ويزينها لنفسه بماء المعمودية حتي أنها باتحادها تصبح أما خصبة(أف5:21) (أف2:14) والكنيسة خاضعة لعريسها خضوع الحب…
د-القضية الرابعة:الكنيسة والروح القدس…
إن العلاقة الوثيقة بين الكنيسة والروح القدس تتجلي في وصف بولس الرسول بأن الكنيسة هي هيكل الروح القدس.
-إن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم…(1كو6:19).
-إنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم…..(1كو3:10-17).
-أنتم هيكل الله الحي…(2كو6:16).
إذا فالكنيسة هي سكني الروح القدس,وهي هيكله القدس,وبالتالي فلا وجود لها بدون الروح.
ومن هذا المنطلق نسميهاالكنيسة المقدسة والروح هو الذي يقدسها ويشرح الرسول دور الثالوث في هذا التقديس وهكذا…
-الآب هو منبع القداسة:إله السلام نفسه يقدسكم بالتمام(1تس5:23) (أف1:4),(1تس4:3).
-والابن وسيلة القداسة التي يستخدمها الآب لتقديس كنيسته(1كو1:30) (أف5:25-27).
-والروح هو تحقيق القداسة في الكنيسة(2تس2:13),(1كو6:11).
كلمة أخيرة في هذه القضية عن مواهب الروح القدس فالكلمة اليونانية تعنيهبة مجانية وأصلها نعمة هذه هي مواهب الروح القدس:هبة ونعمة مجانية منه للكنيسة,وهذه المواهب متعددة يصنفها بولس الرسول أكثر من مرة في رسائله مثل(1كو12),(رو12:16),(أف4:11).
بطرس الرسول يصنف هذه المواهب بإيجاز مرة واحدة في(1بط4:11) والمهم في هذه المواهب أن مصدرها ومنبعها واحدة هو الروح القدس الذي يهبها لأجل بنيان جسد المسيح(أف3:12),(1كو14:5, 12) ليست لأجل أفراد بل هي للجماعة.