نعمة الحياة (جـ)
من أجمل الكلمات التي يمكن للإنسان أن يخاطب بها الله هي نشكرك. وحسب تقليد كنيستنا, فإن هذه العبارة هي المقدمة التعبدية التي نفتتح بها صلواتنا في كل المناسبات, بعد أن نتلو الصلاة الربانية.
ثانيا:- فرصة مصالحة
ربما يكون الإنسان متخاصما.. أو غاضبا.. أو زعلانا مع شخص آخر, وهنا اسأل نفسك, هل ستسمح أن تنتهي حياتك, وأنت تحمل كل هذه الأخطاء؟! انتبه أيها الحبيب, فهناك فرصة للمصالحة, وعندما تتقدم للمصالحة, فأنت تصنع عملا سمائيا, فهناك مشاكل قد تستمر لسنوات طويلة!! وكان من الممكن أن تنتهي بسرعة, إن تقدم أحد الطرفين بطلب المصالحة!! فوجود الإنسان في الحياة حتي هذه الساعة, هو فرصة لصنع السلام مع الآخرين, وكأنه يبدأ صفحة جديدة في حياته.
فتخيل معي لو أن والد الابن الضال لم يقبله!! وليس هذا فقط بل أيضا طرده ووبخه!! بالطبع كان سيعود هذا الابن إلي خطيته مرة أخري, وربما إلي أكثر مما كان عليه, وبذلك تضيع فرصة المصالحة.
ثالثا:- فرصة عمل وخدمة
يقول الكتاب: قال الكسلان: الأسد في الطريق, الشبل في الشوارع! (أم26:13), فهناك من يضع معوقات في الطريق والمبررات ولا يستطيع أن يقول كلمة: أخطيت من قلبه. أتيت بنا إلي هذه الساعة هي فرصة عمل أبي يعمل حتي الآن وأنا أعمل (يو5:17), فالسيد المسيح في سنوات خدمته علي الأرض, كان في عمل وخدمة دائمة ومستمرة, فلا تؤجل أي عمل أو خدمة تطلب منك, واستغل الساعة التي أعطاها لك الله, في عمل الخدمة بكل أنواعها وأشكالها.
وأتذكر أنه في إحدي المرات, وقبل وجودي في مسئوليتي الحالية جاء إلي شخص وأخبرني عن إنسان يريد التناول, وأعلمني أن هذا الشخص بعيد تماما علي الكنيسة منذ ما يقرب من 30 عاما!! فذهبت إليه وقبل أن يأخذ التناول, قال لي أريد أن أعترف أولا!! وبالفعل قدم اعترافا بتوبة وندم, ثم تقدم للتناول من جسد الرب ودمه, وبعد حوالي ساعتين تنيح!! فالحياة فرصة عمل وخدمة.
رابعا:- فرصة للنمو
بمعني أن ينمو الإنسان روحيا.. ومعرفيا.. ودراسيا.. ينمو في الخبرة والمعرفة, فهناك شخص لا يحب أن يضيع الوقت. وأتذكر أنني في إحدي المرات كنت في الخارج, وكلفت شخصية معينة أن تكون مرافقة لي, فقلت في نفسي هذه فرصة, فالقطار سيأخذ 5 ساعات من الممكن أن أتعرف فيها علي معالم هذه البلد, من خلال هذه الشخصية المرافقة, ولكنني فوجئت أن هذه المرافقة قد استغلت هذه الساعات في قراءة أحد الكتب!! فقد استغلت هذا الوقت في زيادة معرفتها عن طريق القراءة.
فهناك شخص قد يستغل الوقت, في الجلوس إلي الأجهزة الحديثة ولكنه لا يستغلها بطريقة جيدة, ويضيع الوقت الذي هو أثمن عطية بدون فائدة!! فالحياة هي فرصة نمو علي كل الأصعدة, لكيما تكون شخصية الإنسان متكاملة.
خامسا:- فرصة صلاة
الحياة فرصة للصلاة.. والتسبيح.. لقراءة الإنجيل.. وفرصة لعلاقة روحية أكثر.. فيكون لك نصيب في السماء, وتعرف طريقك.
من تقليد الكنيسة أنه يوجد ما يسمي بالصلاة السهمية (الدائمة), استغل الوقت في الصلاة.. في قراءة الكتاب المقدس..
وكلما روح الصلاة تتأجج في الإنسان, حياته تكون أكثر استنارة, ويكون بالحقيقة ابنا للسماء, ويصبح قلبه مليئا بالنور.
نشكرك يارب
لأنك أتيت بنا إلي هذه الساعة
(نعمة الحياة التي تعطيها للإنسان).