مر الاستحقاق النيابى وهو جزء من خارطة طريق 30 يونيو وسط انتقادات كاالعاده فى الأمور الشعبيه تحتمل النقد والرضا والسخط، ولكنه مر على أى حال وجاء برلمان صورته العامه هى ماتوقعناه مجلس 30 يونيو ولايحمل احدا من معارضى تلك المعادله السياسيه المصريه فازت النخبه الاجتماعيه التقليديه كأساس للتركيبه الاجتماعيه على امتداد مصر من قبائل وعائلات ورجال مال واعمال مع شريحه كبيره من رجال الشرطه والجيش لاول مره يأتى العدد الكبير منهم فى مجلس نيابى فى مصر مع نجوم الاعلام والمجتمع من هنا وهناك وكبشه قليله من رجال السياسه المناضلين نالوا ثقة الناس وسط مناخ انتخابى تم على ارضية الامن والاستقرار ولاصوت يعلو فوق صوت الامن والاستقرار.
الظاهره الجيده فى هذا البرلمان أنه لأول مره يحظى المصريون الأقباط في برلمانات مابعد يوليو على عدد نسبى معقول 36 مقعد عبر اقتراع حر وكانت لهم معارك ناجحه في كثير من الدوائر تمثل ضعف هذا العدد تقريبا وهذا له دلاله على انخراط جاد فى السياسه وانتزاع للحقوق من الكتله المصريه الكبيره التى ظلمت سياسيا على مدى اجيال وسط مانعرف بالطبع من تدهور سياسى وثقافى وجو طائفى مريع. ولكن ماحدث كان طبيعيا فهو نتاج لدور تاريخى وجوهرى فى بلورة حدث 30 يونيو ذاته وماقبله ومابعده ولااعتقد ان بإمكان اى احد بعد هذا البرلمان ان يعيد عقارب الساعه الى الوراء للكتله المصريه القبطيه من جديد.
الخلاصه نحن نشهد برلمانا له ايجابيات وسلبيات كواقع حال السياسه والمجتمع فى مصر الان ولكنه فى كل الاحوال خطوه إلى الأمام بعيدا عن كل التفاصيل الداخليه لتكوينه وهو مناط بعدد من المهام بالغة الاهميه والصعبه للتعبير عن الشعب المصرى امام العالم، اولا كشعب كبير ومتماسك وصاحب اراده وقرار وهذا يستدعى من مرتضى وعكاشه وكل جماعة النواب أن يؤدوا الشو البرلمانى كنواب ولا يطمعوا فى رئاسات ولا وكالات، كفايه عليهم انهم بيمثلوا الجانب الكوميدى الظريف فى الشعب المصرى نريد قيادات متوازنه لبرلمان سيؤدى ادوارا خطيره من تأسيس لجمهورية30 يونيو تشريعيا وسياسيا وهو دور كبير اتمنى ان يكون باستطاعتهم انجازه على وجه مرضى.
اما الأدوار الداخليه في التعبير عن الشعب المصرى عن همومه وطموح شبابه ومشاكله فانا الحقيقه اشك كثيرا ان المجموعه المنتخبه في مثل هذه الظروف وبتلك الطريقه تكون قادره على التعبير الحقيقى عن الشعب الواقعى ولكن لابأس دعونا نأمل أن يؤدى البرلمان على نحو مرضى كل الادوار التى انتخب من اجلها وان يرتفع سائر اعضاؤه الى مستوى اللحظه التاريخيه وتمثيل الشعب المصرى العظيم ولانهبط الى مستوى فيلم الممثل الظريف الراحل محمد رضا.. “عكاشه فى الادغال”